الثلاثاء 3 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 5 نوفمبر 2024 م
الحل التركي لأزمة داعش
الكاتب : فكرت بيلا
الأربعاء 21 ذو الحجة 1435 هـ الموافق 15 أكتوبر 2014 م
عدد الزيارات : 2752

 

الحل التركي لأزمة داعش 

 

بدأت شيئاً فشيئاً تتوضح معالم رؤيا أنقرة بعد اللقاءات التي أجراها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ووزير الخارجية "مولود تشاوش أوغلو" في الأمم المتحدة بخصوص إيجاد حلول لداعش.
وبعد تصريحات "أردوغان" بأن أنقرة قد تخطو خطوات عسكرية وسياسية.
التقيتُ وزير الخارجية "مولود تشاوش أوغلو" البارحة صباحاً، لخص لي التصرف التركي كما يلي:
"إن وضعنا مختلف تماماً عن البلدان الأخرى. فالمشكلة واقعة في البلدان المجاورة لنا، والتأثير الأكبر واقع على تركيا التي تتحمل الأعباء ونتائج ما يحدث، لذلك من الطبيعي أن نكون أكثر تحسّباً وحذراً."
عندما نقول خطوة عسكرية يجب أن نفكر على نطاق واسع.
في مواضيع حساسة كهذه لا تتوقعوا أن تخرج تركيا وتصيح بصوت عال عن خطتها التي تريد تنفيذها".
وذكر "تشاوش أوغلو" أنه أكد على أهمية منطقة حظر طيران في المباحثات التي أجراها مع الأمم المتحدة وشاركه في الرأي المندوب لسوريا "ستافان دي ميستورا" في الأمم المتحدة الذي ذكر بدوره أنه بدون منع الطيران لا يمكن تشكيل منطقة عازلة. 
 
اقتراح على مرحلتين:
يتألف الاقتراح التركي لمشكلة داعش في العراق وسوريا من مرحلتين:
1- المرحلة الأولى: تشكيل ممر أمني لحظر الطيران خصوصاً في القسم السوري من الحدود.
2- المرحلة الثانية: رحيل نظام الأسد والاعتماد على الديناميكيات الداخلية في سوريا. 
 
أهداف الممر الآمن:
تريد أنقرة تشكيل منطقة آمنة وبسرعة لإيقاف نزوح السوريين الذي يصل عددهم إلى 1.5 مليون لاجئاً. وتتخذ هذه المنطقة التي تحت الحظر الجوي مقراً للآجئين. وبهذا تكون مستعدة لاستقبال اللآجئين الجدد ضمن أراضيهم وبنفس الوقت تتم إعادة اللاجئين الذين أتوا تركيا إلى هذه المنطقة.
وترى أنقرة السبب الآخر في ضرورة عمل الحظر الجوي هو منع ضرب قوات النظام السوري لمقرات الجيش السوري الحر وفتح ذلك الطريق أمام داعش.
 
الحل السياسي:
تدافع تركيا عن ضرورة رحيل نظام الأسد كحل جذري لمشكلة داعش.
تؤكد أنقرة أن بقاء نظام الأسد سيضعف المعارضة والجيش السوري الحر ويترك المجال لداعش إلى الاستيلاء على مناطق أكثر من سوريا.
فالحل الحاسم هو إيقاف هجمات دمشق وتكوين نظام سياسي قادر على أن يقود البلاد تأخذ فيه المعارضة السورية دوراً فعالاً.
تعتقد أنقرة بأن توجيه ضربات جوية إلى داعش غير كاف للوصول إلى حل ما لم تتشكل المنطقة الآمنة ومالم يتشكل النظام السياسي الجديد.
ولا تختلف نظرة تركيا إلى قضية العراق أيضاً. إذ ترى أنه يجب سحب الدعم السياسي والاجتماعي من داعش بزيادة الدور الذي تلعبه المجموعات السنّية في الحركة السياسية وتفعيل دور حكومة بغداد.
 
خبرة قوة المطرقة:
في معرض طلب منطقة حظر جوي في القسم السوري من الحدود التركية السورية في مباحثات نيويورك هناك نقطة حسّاسة للغاية لم تغب عن الأذهان.
ذكّر بعض الخبراء السياسيين بالحظر الجوي الذي طبق شمال خط العرض 36 (شمال العراق) بعد حرب الخليج الأولى وبتشكيل "قوة المطرقة" آنذاك ضد هجمات صدام. وفي هذه الفترة ازداد حزب البي كي كي الكردي قوة وانفصل شمال العراق عن بغداد.
بعد تجربة كهذه على أنقرة أن تتصرف بحذر كي لا تحدث خطوة مشابهة في سوريا.