الجمعة 19 رمضان 1445 هـ الموافق 29 مارس 2024 م
من أجل سوريا ح 96 - سوريا .. نحو إعلام سوري هادف - حسان الجاجة
الأحد 26 ربيع الآخر 1436 هـ الموافق 15 فبراير 2015 م
عدد الزيارات : 8362

   تفريغ لحلقة نحو إعلام سوري هادف  

ح .96 مع ( الشيخ حسان الجاجة )

المقدم : مشاهدينا الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشاهدينا الكرام، لقاء متجدد يجمعنا بكم من أجل سوريا، في حلقة خصصناها للحديث عن موضوع غاية في الأهمية، وسلاح يوازي أو ربما يفوق الأسلحة التقليدية.
حديثنا لهذه الليلة عن الإعلام، الذي ما كان لنا أن نعرف حقائق الأمور، ونتابع تطورات الأحداث لولا المواكبة الإعلامية لمجريات الأحداث على الأرض السورية، ونقلها للعالم صوتاً وصورة، من قلب الحدث، وعلى مدار الساعة، ولكن يبقى السؤال: هل حقق الإعلام السوري، وأعني هنا إعلام الثورة، هل حقق على حداثته ما عجزت عن تحقيقه قنوات الإعلام الرسمي أو الإعلام الموجه؟
أم أن افتقاره للدعم المادي، والخبرات الإعلامية أسهما في وقوع هذا الإعلام في أخطاء متكررة ربما كانت نتائجها سلبية على الأرض؟
وهل يحق لنا أن نلقي باللوم على الإعلاميين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم لنقل حقيقة ما يجري؟ أم أن الواجب علينا دعمهم وتقويم أخطائهم للوصول إلى إعلام سوري هادف.
ملف الإعلام السوري هو موضوعنا لهذه الليلة، مع ضيف هذا اللقاء مدير المكتب الإعلامي بهيئة الشام الإسلامية الدكتور حسان الجاجة، والذي ينضم إلينا عبر الأقمار الاصطناعية من الدمام.
باسمكم جميعاً أرحب بالدكتور حسان. حياكم الله يا دكتور.. دكتور حسان تسمعني؟
نعم يبدو أن هناك مشكلة في الصوت مع ضيف هذا اللقاء من الدمام.
كما ذكرنا مشاهدينا الكرام هذه الحلقة خصصناها عن ملف الإعلام السوري، الإعلام الثوري السوري، وهو موضوع شائك وذو أهمية قصوى سيما في هذه المرحلة، ويعني ربما يعني هذا الإعلام ينعكس إيجاباً أو سلباً في أدائه على ما يجري في الأرض.
سينضم إلينا لمناقشة هذا الموضوع مدير المكتب الإعلامي بهيئة الشام الإسلامية الشيخ حسان الجاجة، ولا أدري إن كان الصوت جاهزاً الآن.. طيب.
كما تعلمون مشاهدينا الكرام يعني الثورة السورية منذ انطلاقتها قبل ثلاثة أعوام حين كانت ثورة سلمية، ثم أجبرت على التحول إلى المسار المسلح، كانت الوسيلة الإعلامية التي منعها النظام من الدخول لتغطية الأحداث، من وسائل إعلام عالمية، ووسائل إعلام محايدة، كانت كلها ممنوعة وما تزال ممنوعة من التواجد على الأرض السورية، وهذا ولد إعلاماً ثورياً بإمكانيات ربما تكون متواضعة وجهود فردية لبعض الناشطين الإعلاميين، الذين ينقلون للعالم صوتاً وصورة وعلى مدار الساعة ما يجري على الأرض، ولولا ذلك ربما لم نكن نعلم ما يجري هناك، أو ربما كان يعني التعتيم الإعلامي هو سيد الموقف، وطبعاً المخاطرة لا تخفاكم، واستهداف الإعلاميين واضح من قبل هذا النظام المجرم، خلال الفترة الماضية استشهد عدد كبير من الإخوة الإعلاميين داخل سوريا، في مختلف المناطق، وفي مختلف المحافظات من مراسلين ومحررين وناشطين.
ولكن ربما بعض الأخطاء التي ظهرت مؤخراً لعدد من الإعلاميين، وربما المجتهدين خارج العمل الإعلامي كان لها آثار سلبية على الجانب العسكري، وأخرى على الجانب الخيري والعمل الإغاثي، ويعني كل هذه المواضيع ذات حساسية وأهمية عالية، سنناقشها بمشيئة الله تعالى في هذه الحلقة، سنطلع على بعض هذه الأخطاء التي ربما تكرر حدوثها من بعض الإعلاميين، وسنناقش مع ضيفنا السبل التي ترقى بهذا الإعلام الثوري حتى يكون هادفاً، وحتى يحقق ما هو منشود وما هو مأمول منه، ويكون في صالح الثورة لا في صف عدوها بقصد أو بغير قصد، وطبعاً الاستهداف والاختراق للكوادر العسكرية موجود، وكذلك هو الحال بالنسبة للكوادر الإعلامية.
طيب لعلنا حتى تصلح مشكلة الصوت مع ضيفنا في الدمام، معنا على الهاتف الإعلامي أحمد زكريا من راديو الآن، أخي أحمد السلام عليكم.
المتصل: وعليكم السلام، أهلاً وسهلاً بكم وبجميع السادة المشاهدين.
المقدم: حياكم الله استاذ أحمد، أخي أنت تعمل في المجال الإعلامي، ومن خلال موقعك ونشاطك كإعلامي في الثورة السورية، أود أن أسأل ونحن نتحدث اليوم عن الإعلام الثوري تحديداً، ماذا قدم الإعلام للثورة السورية على مدى الأعوام الثلاثة الماضية من وجهة نظركم؟
المتصل: تماماً أستاذي الكريم، بالنسبة لإعلام الثورة استطاع خلال السنوات الثلاث أن يواكب الأحداث المهمة، ويغطي جميع هذه الأحداث، على الرغم والجميع يعلم نقص المعدات والخبرات اللازمة.
أيضاً سيدي الكريم إعلام الثورة استطاع خلال هذه الفترة أن ينشئ لنفسه قاعدة، وهذه القاعدة أصبحت مرجع لكثير من القنوات التلفزيونية.
طبعاً أساس هذه القاعدة بدأت من نشطاء تحت أسماء وهمية، أسماء مستعارة.
المقدم: نعم.
المتصل: خوفاً من الملاحقة الأمنية، تطورت هذه الأسماء إلى عبارة عن تنسيقيات خاصة بكل مدينة وكل محافظة، ومن ثم هذه التنسيقيات تطورت إلى شبكات إخبارية، وأيضاً مع تطور الأمر وتطور الإعلام البديل وإعلام الثورة أصبح هناك إذاعات، إذاعة إف إم، وأيضاً أصبح هناك صحف ومجلات ثورية تصدر في الداخل السوري والمناطق التي هي خارج سيطرة النظام.
المقدم: نعم، استاذ أحمد، يعني كيف ترون أثر هذه الإذاعات وهذه الدورات والمجلات التي تتحدث عنها، كيف هو أثرها على الأرض في الداخل؟
المتصل: سيدي الكريم بالنسبة للإذاعات الثورية، على العلم أنها ما زالت ناشئة، ولكنها اليوم تعبر عن صوت الثورة، وتسد الفراغ في حياة السوريين، على أن يكون لهم أصوات حرة تعبر عنهم، وهذه المسألة الجميع يعلم بأنها مسألة جوهرية جداً، يعني شعب من دون صوت، شعب ينقصه الكثير، ولكن تبقى هناك نواقص وهي: الحاجة الماسة لمزيد من الحرفية والمهنية سيدي.
المقدم: لكن هل تعتقد أنه بالإمكان الوصول إلى هذه الحرفية والمهنية؟
المتصل: نعم سيدي، نعم هناك العمل المؤسساتي، العمل تحت راية، أو العمل تحت جهة يعني مهنية نستطيع الوصول لهذه الحرفية.
المقدم: نعم، وربما بالدعم أيضاً، ولعلنا نناقش مزيداً من تفاصيل هذا الموضوع مع ضيفنا، شكراً لك يا أستاذ أحمد زكريا الناشط الإعلامي والصحفي من راديو الآن، كنت معنا من سوريا.
عودة الآن إلى ضيفنا في استوديو الدمام الشيخ حسان الجاجا تسمعني يا شيخ حسان الآن؟
الشيخ: حياكم الله جميعاً، وأهلاً وسهلاً بك وبالسادة المشاهدين والمشاهدات.
المقدم: حياكم الله ونعتذر عن هذا الخلل.
دكتور حسان قديماً قيل: من امتلك الذهب أو من امتلك المال فقد امتلك العالم، اليوم يقال: من امتلك الإعلام فقد امتلك العالم، هل ترى فعلاً أن الإعلام اليوم بهذه الأهمية؟ وأي إعلام هو المقصود بهذا؟ يعني هل هو إعلام التوجيه والإرشاد، أم هو الإعلام الناقل للأحداث والوقائع والأخبار؟
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
بداية اسمح لي بأن أحيي جميع الإعلاميين الذين يجاهدون بكاميراتهم منذ أن بدأت هذه الثورة، نحن كما نعلم وكما تفضلتم في بداية هذه الحلقة أنه ما كان لنا أن نعرف ما الذي يجري على أرض سوريا لولا مجاهدين حقيقيين، يوم أن كانت االثورة سلمية بكاملها، قبل أن يجرها هذا النظام إلى العسكرة التي اضطر إليها الشعب، كان هؤلاء يجاهدون بكاميراتهم، فنحن كما نعلم أن هذا النظام قد مارس تعتيماً إعلامياً على هذا الشعب، ومارس تأميماً على جميع وسائل الإعلام من عام ألف وتسعمائة وثلاثة وستين إلى ألفين وأحد عشر، ما كان أحد يتخيل أن يخرج مواطن سوري ليعبر حقيقة عما يجري على الأرض قبل أن تقوم هذه الثورة، ثم أصبحت الكاميرا رديفاً للبندقية في العسكرة.
فلذلك هذا الإعلام هو دوره عظيم جداً، بل لا يقل حقيقة عن السلاح المادي الذي نقاتل به هذا النظام، كما نعلم فإن الإعلام يلعب دوراً استراتيجياً في توجيه الرأي العام، بل في صناعة الرأي العام، ولذلك فإنه يجب علينا أن نلقي الضوء ونسلط عليه هذا الضوء، وإذا كنا سنلقي الضوء على بعض الممارسات التي نراها تؤثر سلباً على الثورة السورية أو على جهاد الشعب السوري، فإن هذا لا ينفي أبدا الجهد الكبير الذي يقوم به هؤلاء الإعلاميون في ظل الثورة السورية.
المقدم: نعم.
الشيخ: بدأ إعلام الثورة كطفل صغير يحبو، ثم نجده الآن مصدراً رئيسياً لجميع القنوات العالمية، وهذا النظام الذي مارس تعتيماً، ومنع جميع القنوات من الدخول، ومنع أي طرف من تغطية ما يجري في هذا البلد، ليس فقط ليطمس الحقيقة بل ليزور الحقيقة عبر تضليله الإعلامي، فلذلك دور الإعلام لا ينكره أحد، ولا يخفى على أحد، وكما قلت: دوره لا يقل أهمية عن البندقية التي تقارع هذا النظام.
المقدم: نعم، ربما يعني وصل الحال في الثورة السورية أو الإعلام الثوري السوري إلى أنه لم يعد سلطة رابعة كما يسمى، بل هو في مصاف السلطة الأولى اليوم، دكتور حسان.
الشيخ: نعم، نعم.
المقدم: نحن نتحدث اليوم عن الشأن السوري تحديداً، كما تفضلت لا يمكن أن نغفل الجانب الإعلامي الذي لم يعد يقل أهمية عن الجانب العسكري والسياسي، فهو الذي ينقل ما يجري أولاً بأول على الأرض، في ظل غياب تام لوكالات الأنباء العربية والعالمية والمحايدة التي باتت تنقل عن هذا الإعلام الثوري.
بعد أكثر من ثلاث سنوات من عمر الثورة السورية، كيف تقيمون أداء هذا الإعلام الثوري؟ هل فعلاً لعب دوراً هاماً في الثورة السورية خلال الفترة الماضية؟ هل أدى الدور المطلوب منه، أم أنه يعني لا يزال متعثراً؟
الشيخ: كما قلت فإن الإعلام بدأ في بداية الثورة كطفل يحبو حبواً.
المقدم: نعم.
الشيخ: فلذلك نجد أن الإعلام خلال ثلاث سنوات، بدأه شباب هو لم يمسكوا كاميرة من قبل، ولم تكن هذه مهنتهم، وإنما أرادوا أن يجاهدوا بكاميرتهم، فلذلك إذا أردنا أن نسلط الضوء على ما وصل إليه الإعلام في الثورة السورية بعد ثلاث سنوات، فإنه قدم تقديماً عظيماً لهذه الثورة، ولكن كونه أخفق في بعض الحالات، أو وقع ببعض الأخطاء، فإننا خلال هذه المسيرة نصحح ما يقع من أخطاء، لاشك أن الإعلام يعاني من ضعف في الكوادر، يعاني أن أكثر الكوادر التي تعمل هم من الهواة، يعاني من ضعف مادي، يعاني من الارتجالية وغياب في الخطة الإعلامية، يعاني من إغراق في الشأن المحلي دون التحليلي، هذه معاناة كثيرة، بل هناك بعض الأخطاء التي قد تؤدي إلى كشف الأماكن التي يتحصن بها المجاهدون، أو التي أماكن العلاج وغيرها، فلذلك لا نستطيع أن نقول: أن إعلام الثورة السورية ليس إعلاماً يؤدي الهدف، ولا نستطيع أن نقول: أنه الإعلام المنشود الذي نطمح أن نصل إليه.
نعلم أن القنوات العالمية الكبيرة وراءها دعم مادي قوي، وراءها حكومات تدعمها، وراءها أيدلوجيات تتحكم بها، في حين لا نستطيع أن نقول: أن هناك إعلاماً محايداً في العالم أبداً، فيجب أن نعلم أن إعلام الثورة السورية مهما بلغ به الإخوة المجاهدون على الأرض، الذين يجاهدون بصوتهم، بكاميراتهم، بجرائدهم، بإذاعاتهم، فإنه مهما بلغ، فإنه لابد هناك  لنعلم أن القنوات التي تستطيع أن تتعامل معها إنما هي قنوات لها آيدلوجيات معينة، ونعلم أن الغرب الذي كان يحاول أن يسيطر على إعلام العالم كله إنما يعمل بآيدلوجية معينة، برسالة يريد أن يوصلها، لكن إعلام الثورة بفضل الله -عز وجل- استطاع أن يخترق جدران الصمت، واستطاع أن يخترق جدران التعتيم الإعلامي، حتى أوصل الناس إلى معرفة ما يجري على الأرض وإن لم يكن كما قلنا بالمستوى الكامل الذي نطمح إليه.
المقدم: نعم ربما، يعني ربما كما تفضلت يا دكتور، يعني الظروف الاستثنائية التي ظهر أو نشأ بها هذا الإعلام الثوري، ربما يكون هو السبب وراء هذا الضعف، أو وراء عدم القدرة على المواكبة، أو الوصول للهدف المنشود، ولكن يعني هل يعتبر ضعف الإمكانيات، سواء الإمكانيات المادية، أو الخبرات الإعلامية التي تعمل على الأرض، هل يعتبر هذا مبرراً لما يقع من أخطاء هنا وأخطاء هناك قد يكون أثرها سلبياً وسلبياً جداً على الثورة السورية؟ ولعلنا يعني نستعرض شيئاً من هذه الأخطاء سوية.
الشيخ: كما قلنا هذا لا يبرر وجود أخطاء، ونحن في هذه الحلقة إنما نريد أن نقف على بعض هذه الممارسات الخاطئة التي يقع بها الإعلام في ظل الثورة السورية، ونقول: أن هذه الأخطاء التي تقع في غالبها أخطاء غير مقصودة، ولها أسباب كثيرة نريد أن نقف معها في هذه الحلقة لأجل أن نعالجها.
فمن الأخطاء أو الأمور التي نريد أن نعالجها ونقف معها: أن الإعلام كما أن الثورة السورية والعمل كله مخترق، أن الإعلام أيضاً يتعرض للاختراق، لذلك لابد علينا أن نقف مع كل خبر نسمعه، ولابد لنا أن نكون متثبتين في كل ما يروى، وكل ما ينقل، فنجد أن وسائل التواصل الاجتماعي كمثال، أصبحت الآن تنشر الخبر، ينتشر كالنار في الهشيم خلال أقل من دقيقة، وتبدأ الأخبار تتناقل بشكل كبير جداً، وهذا يدعو إلى مسألة التثبت.
في ظل الثورة السورية، وفي ظل الحروب بشكل عام، وفي ظل الأحداث المتسارعة في العالم تكثر الشائعات، ويكثر المخترقون، الشائعات بعضها ينتج بسبب تسرع في نقل الخبر دون تثبت، وبعضها يصدر من بعض مخترقين.
المقدم: نعم.
الشيخ: تجد بعض القنوات الكبيرة العالمية يتصل عليهم أبو فلان وأبو فلان، ثم يقول: سقطت يبرود، سقطت القصير، سقطت المسيفرة وهي لم تسقط بعد، فهذا لا نأمن أبدا أن يكون بعض هؤلاء من العملاء الذين يريدون أن يشوهوا الثورة السورية.
كما نجد أيضاً أن الإعلام ينقل الحدث بطريقته التي يريد، ولا نؤمن أبداً بأنه لا يوجد شيء اسمه إعلام حيادي، فمثلاً عندما نجد أن تقارير إلقاء الصاروخ أو إلقاء القذيفة على مبنى يتحصن به شبيحة النظام في ضاحية الأسد، ثم يأتي الإعلام ليصوره على أنه قصف واعتداء على المدنيين، وكأن الإعلام ينسى تدمير الغوطة، وتدمير حلب، وتدمير حمص، كل التدمير الذي يجري في سوريا ينساه الإعلام، الذي يزعم أنه محايد، ليأتي ويقول أن العسكريين يمارسون هذا الأمر.
أرجع لقضية الإشاعات وقضية التثبت من الأنباء، هذه من أخطر الأمور التي قد تحدث، وكما نعلم فإن ديننا قد حذرنا وأرشدنا في هذا الأمر، فبالنسبة للمرسل يجب عليه أن يكون متثبتاً ولا يكون كذاباً، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- حذر من الرجل يكذب الكذبة حتى تبلغ الآفاق، وهل هناك آلية لنقل الكذب أسرع ما يكون في هذه الأحداث؟
أما نحن مستقبلون وهذه مسألة مهمة جداً؛ لأن الإخوة الذين يستقبلون الأخبار، تجده خلال نسخ ولصق من فيسبوك، من تويتر، مباشرة نسخ ولصق وإعادة نشر، اليوم قتل بشار الأسد، اليوم قطعت رجل بشار الأسد، اليوم قتل فلان، وكلها إشاعات بعضها قد يكون النظام هو الذي يصنعها؛ لأجل أن يضرب مصداقية الثورة، ومصداقية إعلام الثورة، يجب أن نتنبه جداً لهذا الأمر.
وأيضاً هناك من الإشاعات التي هدفها الطعن في المجاهدين، الطعن في قادة الجهاد، الطعن في الثورة بكاملها، ثم تصويرها على أنها ثورة طائفية، على أنها ثورة عرقية، على أنها هذه ثورة يتقاتل فيها الناس فيما بينهم، لذلك الإشاعات يجب أن نحذر جداً من تناقلها، والله -عز وجل- يقول: ((لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ))[النور:12]، يجب أن نظن خيراً بإخواننا قبل أن ننقل أي شائعة، لابد لنا أن نتثبت.
المقدم: طيب، نعم سيدي الكريم، اسمح لي قبل أن نتابع الحديث عن بعض الأخطاء التي تفضلت بها، ويعني علاجها من الناحية الشرعية أولاً ثم من الناحية الإعلامية والمهنية، اسمح لي أن آخذ هذه المداخلة مع الناطق الإعلامي باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق الاستاذ: عمر حمزة، سيدي الكريم عمر السلام عليكم.
المتصل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المقدم: حياكم الله أخي الكريم، الأحداث الأخيرة في دمشق وريفها، إلقاء هذا النظام المجرم براميل الموت المتفجرة، والتي تحمل مواد كيماوية ومواد سامة مؤخرة، كيف هي مجريات الأحداث الآن؟ وما آخر التطورات الميدانية؟
المتصل: نعم، نسلم على ضيفك الكريم، حقيقة منذ قليل كان هناك استخدام الغازات السامة للمرة الثالثة، خلال أقل من عشرين يوم في مدينة حرستا، على جبهة مدينة حرستا، من جهة الاتستراد الدولي، حوالي تسع إصابات نتيجة استخدامها، طبعاً الغاز السام باستخدام قنابل معدلة ربما يدخل في تركيبها غاز الكلور تستخدم في العمليات الهجومية على مواقع للمجاهدين، وتؤدي إلى نفس أعراض التسممات للمواد الكيماوية من حيث يعني حالات حدقة العين وتوسعها، وغير ذلك، لذلك يشك في استخدام مادة كيميائية ضمن هذه المواد الداخلة في تركيب هذه القنابل، إذاً للمرة الثالثة حرستا خلال أقل من عشرين يوم تتعرض لاستخدام الغازات السامة.
أيضاً اليوم المليحة، هذه الجبهة المشتعلة خمسة عشر يوم من الصمود، حملة طائفية، قصف شتى أنواع الأسلحة، تسع غارات، منذ قليل سقط أكثر من خمسة عشر صاروخ أرض أرض، لمدة حوالي ساعة، معدل كل خمس دقائق كان هناك أو أقل، معدل كل دقيقتين صاروخ.
المقدم: خمسة عشر صاروخ على المليحة وحدها.
المتصل: اليوم نعم، منذ قليل حوالي خمسة عشر صاروخ اهتزت الغوطة الشرقية، اهتزت من جراء القصف العنيف بهذه الصواريخ، نتحدث عن مجمل الحملة خلال خمسة عشر يوم، تسعة وثلاثين شهيد مدني، ستمائة جريح، مائة وعشرين غارة من الطيران الحربي، ستين صاروخ أرض أرض، عدد هائل من قذائف الهاون والراجمات، قنابل عنقودية، صواريخ جراد، حوالي ألفين أسرة نازحة، دمار حوالي خمسة وعشرين من بلدة مليحة بشكل كامل، نتحدث عن سياسة أرض محروقة، بالمقابل المجاهدون اليوم تمكنوا من إعطاب دبابة، مقتل أعداد كبيرة من شبيحة الأسد، ومقتل والتأكد من مقتل ضابط هندسة لبناني بحسب التنصت يعني إلى مكالماتهم، وقصف مواقع شبيحة الأسد بعشرات قذائف الهاون، صمود على هذه الجبهة لمدة خمسة عشر يوماً على جبهة المليحة، اليوم في عملية جديدة سميت رماح الأجناد، رداً على مجازر النظام، وآخرها في دوما في السوق الشعبي، مجاهدو الاتحاد الإسلامي دكوا أوكار النظام في قلب العاصمة بالصواريخ وقذائف الهاون، أيضاً في الريف الغربي، عشرة قتلى من اللجان الشعبية إثر تفجير استهدف تجمعهم في مساكن الضباط، وفي القدم أيضاً استهداف لقسم الشرطة ، وفي داريا اشتباكات وتمشيط لمواقع النظام بالرشاش المتوسط.
المقدم: طيب.
المتصل:  لكن في الزبداني كان هناك مجزرة اليوم.
المقدم: استاذ عمر اسمح لي، هذه التطورات الميدانية الكبيرة سواءً على صعيد الخسائر والجرائم والمجازر التي يرتكبها النظام، أو على صعيد تقدم المجاهدين والثوار، نلحظ في الآونة الأخيرة وتحديداً في جبهة دمشق وريف دمشق ضعفاً إعلامياً في نقل الصورة، ونحن اليوم نتحدث عن المجال الإعلامي، ودور الإعلام الثوري في الثورة السورية، ما أسباب هذا الضعف الإعلامي بعد أن كنا نسمع أخبار دمشق وريفها بشكل شبه يومي؟
المتصل: طبعاً هناك نوعين من الأخبار، هناك الأخبار المدنية وهناك الأخبار العسكرية، الأخبار المدينة يتم تغطيتها بحسب الإمكانيات المتاحة يعني في المناطق، سواء في الغوطة الشرقية، أو في القلمون، أو في الريف الغربي.
المقدم: نعم.
المتصل: أما الأخبار العسكرية فمنذ فترة، ومنذ آخر خطأ ارتكبناه في تغطية الأخبار العسكرية، أن يغطي المدنيون أخبار عسكرية، فهذا أمر يعني غاية في الخطأ، وأوقعنا وأوقع حتى المجاهدين في أكثر من ربما حالات مأساوية، كانت في بعض الحالات، معركة الله أعلى وأجل، كانت أول تجربة ناجحة للتكتم الإعلامي، هذه المعركة التي اندلعت في مناطق المرج وأدت إلى تحرير عدد من البلدات: الزمانية، والبحارية، والعبادة وغيرها من البلدات، وقتها كانت الأوامر الصارمة من غرفة العمليات بالتكتم الإعلامي الكامل، ونوهنا على كل الناشطين والإعلاميين والغرف، والتنسيقيات بذلك، وتم الالتزام بشكل كبير، تتالت بعدها العمليات في عدرا، معركة: الله أعلى وأجل، المرحلة الثانية، والآن أيضاً على جبهة المليحة وغيرها من الجبهات، التكتم على الأخبار العسكرية، أما مدنيا يتم التغطية بحسب الإمكانيات المتاحة وإمكانيات ضعيفة وضعيفة جداً، يعني الآن ثري جي مثلاً، خطوط النت السورية غير متوفرة، الغوطة الشرقية ليس فيها ولا برج واحد يعمل للانترنت، فلذلك لابد من الفضائي، استخدام الفضائي تكاليفه عالية جداً، يعني ألف دولار كل ثلاثة أشهر، هذا الرقم كبير وكبير جداً، ولا يوجد الدعم الكافي، لذلك ستكون هناك صعوبة في تغطية الأحداث بشكل مباشر، أو بث مباشر على مدى طويل، لكن المقاطع وتصويرها وترفيعها يحتاج أيضاً إمكانيات يتم العمل بها وفق تنسيقيات، أقول: العمل جبار في هذه التنسيقيات.
المقدم: نعم.
المتصل: يعني سواء في الغوطة الشرقية، أتحدث عن أربعين بلدة ومدينة، وأيضاً في الريف الغربي خاصة داريا التي تتصدر الأحداث بشكل يومي وبعض مناطق القلمون.
المقدم: وهل كان لاستهداف بعض الإعلاميين واستشهادهم في تلك المنطقة يعني أثر على التغطية الإعلامية؟
المتصل: طبعاً لا شك هذه الثورة ثورة ولادة، كما هو الشعب السوري شعب عظيم ولاد، لاشك غياب أحدهم يؤثر، لكنه لا ينهي ولا يجعل التأثير كبير، فقدنا إعلاميين، خامات إعلامية، الشهيد: محمد السعيد -رحمه الله-، عمار طباجة، والشهيد: محمد الطيب، حسن هارون، وشهداء كثر إعلاميون مرت بهم الثورة، كانوا مؤسسين لحتى نحن في المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة، الشهيد محمد السعيد أحد المؤسسين.
المقدم: نعم.
المتصل: لهذا تعلمنا منهم، ولكن بالنتيجة هي ثورة ولادة، تجد الشباب هؤلاء المصورين، شباب صغار في السن يخرجون، سواء إلى الجبهات، حتى أحياناً تحت القصف، منهم من استشهد أثناء تغطيته الإعلامية، والكثير منهم كذلك، لكنها ثورة ولادة، ولا خوف يعني على التغطية الإعلامية، إلا من موضوع الدعم وموضوع يعني وصول المستلزمات اللازمة لتغطية أكبر وأشمل وأوسع لمعظم الأحداث على التراب السوري.
المقدم: الأستاذ عمر حمزة الناطق الإعلامي باسم مجلس قيادة الثورة كنت معنا من ريف دمشق، شكراً جزيلاً لك.
عودة إلى ضيفنا في الاستوديو في الدمام، دكتور حسان، الأخ عمر ذكر قبل قليل شقين لأسباب ضعف التغطية الإعلامية في دمشق وريفها، ذكر موضوع التغطية المدنية والتغطية العسكرية، بالنسبة للمدنية ذكر ضعف الإمكانات المادية، وربما الإمكانات البشرية أيضاً، بالإضافة إلى موضوع التكتيم الإعلامي على الأخبار العسكرية، تلافياً للأخطاء التي سبق ووقع فيها الإعلاميون هناك، هل من تعليق على هذه النقاط؟
الشيخ: نعم أخي الكريم، هناك تعليقان مهمان على هذه النقطة، مسألة المعاناة المالية التي ذكرها الأخ عمر جزاه الله خيرا، ويعتبر الإخوة في ريف دمشق من أنشط الإخوة إعلامياً حقيقة، رغم ما أصابهم من فاجعة في فقد إخواننا -رحمهم الله-، وهنا نريد أن نؤكد على أن الجهاد بالمال في الجانب الإعلامي أيضاً لا يقل أهمية عن الجهاد بالمال في الجانب الإغاثي أو غيره؛ لأن الجانب الإعلامي كما قلنا سلاح في محاربة الخصم، كل خصم في الميدان، يحارب ويحاول أن يسقط خصمه إعلامياً، لكننا نحن من مبادئنا ننطلق بالصدق والشفافية وفي العمل المنضبط، بعكس خصمنا الذي يزور الحقائق، وهذا يقودني للحديث أيضاً عن النقطة الأخرى التي ذكرها الأخ عمر في قضية الخطأ الإعلامي الذي دعاهم للتكتيم، وهذه نحتاج أن نرشد إليها جميع إخواننا، للأسف يقع عدد من الناشطين الإعلاميين في خطأ سببه ما يسمونه (السبق الإعلامي)، كل شخص يريد أن يكون سباقاً في نشر الخبر، حتى لو كان للأسف خبراً مؤلماً على النفس، وهذا في الحقيقة يتنافى مع الأخلاق الإعلامية، أو مع المبادئ الإعلامية.
المقدم: نعم.
الشيخ: يذكرني هذا بحديث ابن الأثير رحمه الله، وهو يتكلم عن فعل التتار في بغداد، قال: "ترددت في كتابتها، ومن الذي يستطيع أن يكتب بيده نعي الأمة؟ ونحن نتسابق في نشر الأخبار السارة أو المحزنة، أو الأشاعة بين قوسين غير مثبتة بحجة السبق الإعلامي، وهذا حقيقة يضر العمل بشكل كبير جداً، هناك مؤسسات استخباراتية عالمية، تعمل على شراء هذه الفيديوهات، وتطلب من بعض الإعلاميين أن يصوروا بعض هذه اللقطات ويبيعونها، فهم يخدمون أجندة استخباراتية في كشف أسرار هذا الحراك الذي يقوم به الشعب السوري، من حيث يدري أو لا يدري.
أيضاً هناك لابد من التنبيه على أنه لابد من عمل هيكلية تنظيمية للعمل الإعلامي في المنطقة الواحدة، لئلا تحصل مثل هذه الأخطاء، أو لئلا يتمكن المتسلقون من تصوير أو سرقة تصوير كما أسميها، يصور خلسة، يصور دون أن يكون لديه إذن بالتصوير ثم ينشر ويبيع، وهذه الأحداث كما يعرفها إخواننا في الداخل حصلت في كثير وعدد من المناطق.
لو أردنا أن نرجع إلى ما كنا عليه قبل مداخلة الأخ عمر وهي مسألة الإشاعة وخطرها، وهي حقيقة من أخطر المسائل القاتلة في العمل، والتي تفقدنا المصداقية، لذلك دورنا نحن كمستمعين وكمتلقين بدلاً من أن يكون دورنا في النسخ واللصق المباشر دون التحري والتثبت، أن نتبع هدي القرآن في قوله تعالى: ((وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً))[الإسراء:36]^، فلا تقل ما ليس لك به علم، أحد الناس يكون بعيداً عن الميدان، بعيداً عن جو المعركة، يبدأ يحلل يقول: الكتيبة الفلانية هي سبب الهزيمة في الثغر الفلاني، الجيش الفلاني هو الذي خان وانسحب في الثغر الفلاني، ينقل إشاعات، ينقل أكاذيب.
المقدم: إعلام التخوين، هذا إعلام التخوين انتشر في الآونة الأخيرة.
الشيخ: هذا للأسف نعم إعلام التخوين وإعلام عدم التثبت.
المقدم: نعم.
الشيخ: لذلك كما قال -عليه الصلاة والسلام-: «بئس مطية الرجل زعموا»، زعموا فتأتي إلى شخص تقول له: أين مصدرك؟ يقول: سمعت من فلان، بل يقول: حدثني الثقة، ومن هي ثقته؟ الله أعلم، فهذه كارثة حقيقة في العمل الإعلامي.
لو أردنا أن نرجع إلى قضية التي ذكرها الأخ عمر، هي هدي نبوي يجب أن نتبعه في عملنا، لاحظ أنه يجب أن يكون في عملنا الإعلامي، وهذا توجيه لإخواننا الذين كما قلت: يجاهدون بكاميراتهم، أنه لابد أن يكون لدينا ثلاث أمور في التعامل مع العدو من الناحية الإعلامية: أن يكون لدينا تضليل العدو، وهذه سأشرحها الآن، ويكون لدينا إبقاء العدو في حيرة، ويكون لدينا موضوع كتمان الخطط.
من أين أتينا بتضليل العدو؟ النبي -صلى الله عليه وسلم- كما قال كعب بن مالك، قال: «كان عليه الصلاة والسلام قلما يريد غزوة إلا ورى بغيرها» فكان يوري عن الأعداء، لا يعرف الأعداء إلى أين جهته؟ بل حتى نلاحظ أن هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت درساً عملياً يجب أن نستفيد منه في إعلامنا.
النبي -صلى الله عليه وسلم- هاجر من مكة إلى المدينة، أين تقع المدينة بالنسبة لمكة يا أخ تمام؟
المقدم: شمالاً.
الشيخ: شمالاً؟
المقدم: نعم.
الشيخ: وأين كان اتجاه النبي صلى الله عليه وسلم من مكة في هجرته أول ما خرج؟
المقدم: باتجاه البحر أو غرباً.
الشيخ: كان اتجاهه جنوباً.
المقدم: أو جنوباً.
الشيخ: لماذا لم يتجه مباشرة إلى المدينة، كل هذا لأجل تضليل العدو.
المقدم: نعم.
الشيخ: فهذه نقطة.
النقطة الثانية: إبقاء العدو في حيرة، نجد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في معركة في غزوة أحد، بعد أن أصيب المسلمون هذا المصاب العظيم، يخرج أبو سفيان وكان يومها مع المشركين ينادي في القوم: أفيكم محمد؟ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال لهم: لا تجيبوه، أفيكم عمر؟ لا تجيبوه، أفيكم أبو بكر؟ لا تجيبوه، لاحظ أننا في حال واحدة، وقصة حصلت كما تعلمون في حمص منذ أيام، بمجرد حصول كارثة أو بلاء أنزله الله عز وجل، نسأل الله أن يحتسب إخواننا من الشهداء، في نفس اللحظة يخرج الخبر إلى الإعلام، قتل عدد كذا، قتل من القادة فلان وفلان وفلان، قصة القتل كذا، ما فائدة إخراج هذا؟ هل هو السبق الإعلامي؟ ماذا استفدنا من هذا السبق إلا دلالة العدو على مخططاتنا أو الشماتة بنا.
المقدم: نعم.
الشيخ: فلذلك يجب أن ننتبه إلى مسألة الكتمان.
المقدم: لكن عفواً، هذا يقودني لسؤال: إذا كنا لن نظهر من الأخبار إلا المبشرات والفتوحات والانتصارات، ألا يفقدنا هذا المصداقية في النقل، يعني إذا لم نكن لننقل أخبار الأحداث المؤلمة بالنسبة لنا، أليس هذا فيه ازداوجية في نقل الأخبار؟
الشيخ: لا، نحن لم نقل، نحن لم نقل: أن لا ننقل الأخبار المؤلمة، قلنا: أن نكون أذكياء في نقل الحدث في الوقت المناسب.
المقدم: نعم.
الشيخ: فالحديث على وقوع قتلى أو شهداء في معركة معينة والمسارعة بهذا الأمر ما فائدته إعلامياً؟ لكن أيضاً لابد لنا أن نكون منصفين وموضوعيين في نقل الحدث، لذلك مثلاً التكتيم، لاحظ أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا هدي كما ذكر الأخ عمر أنهم اتبعوه الآن بفضل الله عز وجل، ونرجوه أن يكون عاماً في سوريا كلها، تكون ثقافة لدينا في العمل الإعلامي.
تكتيم النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أراد فتح مكة، تخيل أن الخبر، لو أنه انتشر، أو شائعة انتشرت، أو تسرب الخبر، قد تفشل كل المعركة، قد تفشل كل خطة، لذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- أصدر أمراً عاماً للأمة كلها: يمنع منعاً باتاً نشر أي شيء عن هذا الخبر، ولما أراد حاطب لأمر ذكره، واعتذر به للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يوصل الرسالة، قال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنقه فقد نافق.
المقدم: نعم.
الشيخ: ولولا أنه كان من أهل بدر، قد يكون للنبي -صلى الله عليه وسلم- معه شأن آخر، كل هذا لخطورة نشر الأخبار، نشر الأسرار.
أما مسألة أن نكون موضوعيين في الطرح، عندنا مشكلة في الطرح سواء كان من ناحية تهويل الانتصارات، أو تهويل الكوارث، وفي هذين الأمرين يقع هناك خلل وخطأ في الأمر الإعلامي، نحن متصفون بالصدق، وديننا دين الصدق، وهذا لا ينفي أبداً أن تكون الحرب خدعة، فنوازن بين الأمرين، أما أننا لا نبرز حجم الكارثة، أو نبرز حجم الكارثة بأكبر من حجمها، كأن نقول: سقط اليوم برميل في حي كذا، مجزرة من عشرين وثلاثين شخص، وقد يكون نجى الله عباده ولم يستشهد إلا واحد أو اثنين، ماذا نستفيد من هذا التهويل؟ هل نريد أن يتعاطف معنا الناس؟ أو نريد أن يعرف الناس أننا في كارثة بكذب ليس هذا ديننا.
لقد وصلنا إلى مرحلة أصبح الناس كلهم يعرفون أن الشعب السوري يعيش في معركة بقاء ووجود مع هذا النظام المجرم الدخيل عليه، الذي ليس هو منه ولا من هويته ولا من بيئته، فنحن لسنا بحاجة لأن نكذب أو نضلل.
المقدم: نعم.
الشيخ: بالعكس، نحن بحاجة أن ننقل الصورة الحقيقية للعالم أجمع وليس للعالم العربي.
المقدم: لا بالتهويل ولا بالتهوين، يعني لا التهويل ولا التهوين أيضا.
الشيخ: لا التهويل ولا بالتهوين نعم.
هناك مشكلة حقيقية الآن أن إعلام الثورة موجه في غالبه للدول العربية، وكما نعلم أن المجرمين في الغرب والشرق يحاولون أن يمارسوا تضليلاً إعلامياً عجيباً على شعوبهم، ففي أمريكا ينقلون الحرب على أنها حرب إرهابية، أو على أنها حرب طائفية، أو على أنها حرب اثنية أو عرقية، أو غير ذلك، بل أخبرك من يومين فوجئت بإخوة في باكستان، والمفروض على أنهم على مستوى عالٍ من الوعي يخبروني ويقولون لي: كل ما نعلمه في باكستان والمنشور لدينا على الأرض، أن الذي يجري في سوريا قتال بين مسلمين، أين دور إعلام الثورة في أن ينقل الصورة الحقيقية للعرب وغير العرب؟ نحن نريد أن نبلغ صوتنا للعالم أجمع، ونقول لهم: نحن في معركة نحن أصحاب الحق فيها، ونحن الذين قد مورست علينا كل أنواع الضغط، وكل أنواع التعتيم الإعلامي، نريد أن ننقل لكم صوتنا لتسمعوه حقيقياً وتصلكم الصورة الحقيقية؛ لأننا كما ذكرنا في البداية لا يوجد شيء اسمه إعلام محايد، حتى هناك مشكلة في إعلام الثورة أيضاً، وفي بعض القنوات التي تنشأ في ظل الثورة، أو في بعض الكيانات الإعلامية التي تنشأ في ظل الثورة، لا تخلو أيضاً من توجهات وآيدلوجيات تسيرها، سواء كانت فكرية أو سياسية، وكما يسمى بالمال السياسي وغيرها، نحن بحاجة إلى إعلام قوي صادق، ينقل حقيقة ما يجري على أرض سوريا، وهذا لا يتم إلا بتنسيق الجهود، وتوحيد الجهود، وطرد الخبث ونفيه، والتنبه للاختراقات، والبعد عن الشائعات، والمصداقية في الطرح، وأن نكون أذكياء لسنا بالخب وليس الخب يخدعنا، هذا منهجنا في نقل الصورة الإعلامية.
المقدم: وربما سلامة المقصد يعني قبل ذلك دكتور حسان، سلامة المقصد في إيصال هذه الصورة، وفي بيان الحقيقة، والإخلاص لله سبحانه وتعالى في هذا الموضوع.
الشيخ: نعم.
المقدم: اسمح لي أن أنتقل إلى زاوية أخرى، فالأزمة السورية لاشك أن الوضع الإنساني المتردي تعامل معه السوريون وغيرهم من المتعاطفين، من خلال الهيئات والمنظمات الإغاثية والخيرية، وبرز مع هذا العمل الخيري ما يسمى بالتوثيق الإعلامي لهذه الأعمال الخيرية والإغاثية، لكن البعض يأخذ على هذا الإعلام أن فيه امتهانة أو امتهاناً لكرامة الإنسان السوري، كيف تنظرون وكيف تقيمون وتراقبون وأنتم يعني تديرون مكتباً إعلامياً في إحدى هذه الهيئات الخيرية والإغاثية؟ كيف تقيمون موضوع التوثيق الإعلامي للأعمال الإغاثية في سوريا؟
الشيخ: أشكرك جداً لطرح هذه النقطة غاية الحساسية، نعلم أن الوضع الكارثي الذي وصل إليه الشعب السوري من الناحية الإنسانية، توجب أو أوجب على الجهات أو الهيئات الخيرية والإنسانية حول العالم وعلى رأسها الإسلامية أن تكون سباقة مبادرة، ولاشك أنهم بحاجة إلى توثيق إعلامي لأعمالهم في أغراض متعددة.
المقدم: نعم.
الشيخ: نعلم أن الجمعيات الخيرية لها مانحون، لها داعمون، لها دول تراقبها وتراقب أعمالها، لها ميزانيات تراجعها المخابرات ووزارات الداخلية وغيرها، فلذلك فهؤلاء محتاجون لأن يثبتوا نزاهتهم ويثبتوا أعمالهم على الأرض ولا يلامون على ذلك، ولكن صراحة لابد لنا أن نراعي أمراً مهماً، وهو ما نستطيع أن نطلق عليه ونسميه: أخلاقيات الصورة في العمل الخيري.
المقدم: نعم.
الشيخ: لا يعني كل المبررات التي ذكرتها قبل قليل، لا تعني أبداً أن أنتهك خصوصية الإنسان، وكرامته في توثيق العمل الخيري، بقصد أو بغير قصد، الجمعيات الغربية، أو الصليب الأحمر، أو غيرها من الجمعيات غير المسلمة قد لا نوجه لها اللوم الآن؛ لأنها أصلاً ليست ذات توجه سليم في تقديم دعمها، لكننا نوجه لومنا وعتابنا ونصحنا لإخواننا وأحبابنا الذين لا نشك في صدقهم في دعم إخوانهم لله -عز وجل-، يجب أن نحترم كرامة الإنسان، هذا الفقير كان يوماً عزيز قوم، فارحموا عزيز قوم ذل، هذا الفقير الذي يقف أمام الكاميرا ليصوره البعض، هذا الفقير كان يوماً يملك منزلاً قد يكون الذي يقدم له الإغاثة لا يملك منزلاً، يجب أن نراعي هذه الأمور، نراعي كرامة الإنسان، نراعي خصوصيته، لا نبرز صورته دون إذنه، أيضاً يجب أن نراعي مسألة العورات، وهذه نقع تقع أحياناً في توثيق العمل الطبي بشكل كبير، أو في توثيق هجمات القصف، فلذلك لابد من مراعاة هذا الأمر، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «حرمة المسلم ميتاً كحرمته حياً»، فكيف إذا كان جريحاً في بعض الأحيان؟ تكشف عورته للناس وتنتشر صورته، أو تكون امرأة، من الذي يرضى أن يكشف عرضه أو تصور امرأته لأجل الحاجة، أو لأجل الإغاثة؟ لذلك أعجبتني صورة صورت لطفل يرفع لافتة يقول: إن صورتي ليست شهادة إثبات حسن سيرة وسلوك أو شهادة تزكية لك، احترموا كرامتنا، أرجوكم، أيها العاملون في الإغاثة احترموا كرامة الشعب السوري.
المقدم: نعم، فإذا هذه لابد من الرجوع. نعم، لابد من الرجوع إلى ما أشرت إليه من أخلاقيات الصورة في العمل الإغاثي، اسمح لي هنا أن أنتقل إلى الأستاذ أبو محمود الدمشقي، وهو ناشط إعلامي وصحفي سوري مستقل، أخي أبو محمود السلام عليكم..
المتصل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله، تحيتي لحضرتك، ولضيفك الذي جوارك.
المقدم: حياكم الله أخي الكريم، واسمح لي هنا أن أنقل السؤال الذي طرحه الدكتور حسان قبل قليل نقلاً عن من يتساءلون في دول خارجية، عما إذا كانت هذه الحرب حرباً أهلية أو حرباً، أو اقتتالاً بين المسلمين، أين هو دور إعلام الثورة في إيصال الصورة الحقيقية؟ لماذا لا يزال الإعلام قاصراً عن الوصول لهؤلاء؟
المتصل: نعم، بداية: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
لنتكلم بداية عن موضوع الإعلام في الثورة السورية، الإعلام خلال ثلاث سنوات حاول بأن ينتهج منهج الحرفية في العمل، لكن للأسف كانت الحرفية غير موجودة ولعدة أسباب. الحرفية لعدم وجود أناس متخصصين في المجال أو العمل الإعلامي، وبأن العمل الألكتروني أو الإعلام هو حديث... الحديث على الناس أو السوريين؛ لأنه كان حكراً وكما نعلم ونحن في سوريا بأن هذا العمل هو حكر على طائفة معينة، أو على أناس معينين لا يدخلون إلا بالواسطة أو بأي وسيلة كانت؛ لأنه كان موجوداً في التلفزيون السوري أو القنوات التابعة، مثل تلفزيون الدنيا، والإخبارية والإخبارية السورية، وإلى باقي الأمور، فلنتفق على نقطة بأن العمل الإعلامي دخل إلى المجتمع السوري كعمل أو مهنة جديدة بشكل جديد وليس لهم سابق الخبرة فيه، هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: وهي قلة التواصل من قبل الإعلاميين الجدد، الذين ظهروا على الساحة، أو عدم معرفة إيصال القضية الحقيقية لما يجري في سوريا إلى وسائل الإعلام الأجنبية، والتي هي محكومة من قبل أنظمتها، فلنتكلم على الأنظمة الأوربية، والتي فرض الإعلام الروسي والإعلام الصيني، والمدعوم من قبل، والداعمين الأساسيين للنظام السوري، والذين لا يريدون إيصال الحقيقة.
النقطة الثانية وهو الإعلام المحسوب على دول الديمقراطية، والذي يسمى بالإعلام الديمقراطي الذي يحاول إيصال الصورة كاملة وهو الإعلام الأمريكي والإعلام البريطاني، جميع الإعلام بجميع أشكاله التي ذكرتها، أو هذه الحكومات تحاول أن تخفض من سيرة، أو زخم وجود الثورة السورية، النقطة هذه أساسية.
النقطة الثانية وهي عدم معرفة الشباب الداخل إلى المستوى الإعلامي بشكل جديد التواصل معهم، أو التواصل مع المنظمات الحقوقية بشكل صحيح.
عدم الالتفات إلى المنظمات الحقوقية أو الإنسانية بالتواصل بشكل دائم، وهذا الأمر يؤدي إلى تخفيض أو بصراحة انعدام التوثيق لما يجري من انتهاكات على الأراضي السورية من قبل نظام بشار الأسد، أو الميليشيات التابعة لنظام بشار الأسد وما يجري في سوريا.
المقدم: طيب أخي أبو محمود، أخي الكريم يعني كيف لنا أن نرتقي بمستوى هذا الإعلام الإعلام الثوري حتى ينافس الإعلام الدولي، أو ما يسمى بالإعلام المحايد أو الديمقراطي كما سميته؟
المتصل: نعم، لنتفق على نقطة بداية، لا نستطيع نحن كأناس أن ننافس الإعلام أو إمبراطوريات الإعلام، ولكن نستطيع النفاذ إليها بواسطة حملنا لهم القضية بداية، الأمر الثاني: استغلال الطاقات التي اليوم موجودة في جميع الدول الأوروبية، لا يخفى على الجميع بأن الشعب السوري قد توزع في أغلب الدول الأوربية، السويد وفي هولندا وبريطانيا وأمريكا، والعديد ....، فالواجب على هؤلاء الذين ممن يحملون هم الثورة بداية تعريف المجتمعات الأوروبية، والقنوات الموجودة في أوروبا، والتي تنتهج ليس أوربا فقط، جميع أنحاء العالم، التي تنتهج منهج الديمقراطية، بأن يوصلوا الفكرة والقضية لما يجري في سوريا بشكل صادق وبشكل صحيح، وأن يطلعوهم على الخفايا، فما يصل إلى الإعلام الأوربي ما هو إلا القليل أو الفتات مما يجري، فعلينا نحن وكلامي لجميع الناشطين، لجميع العاملين، ولجميع السوريين ممن يحملون هم الثورة السورية، بأن يباشروا ويعملوا على إيصال القضية بشكل صحيح، توضيح الصورة للمجتمع الأوربي، المجتمع الأوربي أو الحكومات الأوربية أو الحكومات العالمية، على عكس يعني الحكومات العالمية لا نتكلم، لا نريد أن نتطرق لأي حد آخر تسعى لأن تجتذب الرأي الخاص بها، كل دولة تسعى لأن تجتذب الرأي العام الخاص بدولتها لكي تستطيع وبكل بساطة أن تكون طائعة لمراد شعبها، فإذا استطاع الشعب السوري الموجود والمتوزع في الدول الأوربية، أو في دول العالم إقناع الرأي العام العالمي، أو إقناع المجتمعات بأننا نحن في سوريا يجرى علينا أو الآن يمارس علينا وفي أرضنا حرب عالمية ثالثة، وساحة معركة لمنظمات أو لحكومات كبيرة.
المقدم: نعم.
المتصل: نتكلم عن روسيا وأمريكا بأنهم يستخدمون الأرض بأنها ساحة حرب للاقتتال، وهي عبارة عن حرب باردة بين الحكومات العالمية في نيران الأرض السورية ونيران، وبدماء الشعب السوري.
المقدم: نعم، فأنت استاذ أبو محمود ترى أولوية للإعلامي السوري لإعلام الثورة أن يستهدف الرأي العام العالمي أو الغربي تحديداً.
المتصل: نعم.
المقدم: شكراً لك أبو محمود الدمشقي الناشط الإعلامي والصحفي السوري المستقل، كنت معنا من تركيا.
عوداً إلى ضيفنا في الدمام، دكتور كنت تتحدث عن الإعلام الخيري أو الإعلام الإغاثي وأخلاقياته، هل من إضافة؟
الشيخ: أرجع وأقول يجب أن نحترم كرامة الإنسان، مراعاة الجوانب الإنسانية في هذا الإعلام، وعدم المتاجرة بمعاناة الشعب السوري، عدم المتاجرة بهؤلاء الأطفال أو هؤلاء النساء وهؤلاء الضعفاء، فكما قلنا فإنهم أعزة قوم قد نزل بهم البلاء، يجب علينا أن نحترمهم، وأن نقدم لهم الإغاثة، نحتسب فيها رضا الله -عز وجل- أولاً وآخراً، وما يكون من توثيق إعلامي يكون محترماً لهذه الضوابط ولهذه القيود.
المقدم: نعم، طيب يعني دكتور حسان كنقطة أخيرة، الإعلام اليوم لم يعد حكراً على الإعلاميين، أو على قنوات فضائية، أو إذاعية، أو مراسلين هنا أو هناك، الفضاء الإعلامي بات مفتوحاً للجميع، خصوصاً ما يسمى بالإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي، وربما قد أشرت إلى شيء من ذلك في بداية الحلقة.
اليوم تنتشر الأخبار وتنتشر الشائعات بسرعة أسرع من انتشار النار في الهشيم، ما توجيهكم لرواد هذه الشبكات والناشطين فيها؟
الشيخ: أرجع وأقول أن التوجيه في هذا الأمر أولاً وثانياً وثالثاً التثبت قبل إعادة النشر، التثبت قبل إعادة النشر، قد تقع في عرض مجاهد وأنت لا تدري، قد تكذب على إخوانك وأنت لا تدري، قد تضرهم في النشر وأنت لا تدري، لابد لنا فإذا تثبتنا يجب أن نكون جميعاً جنوداً في هذا المضمار الإعلامي لنوصل صوتهم للعالم، هناك من الإخوة من يستطيع أن يترجم التغريدات إلى لغات أجنبية، فهذا جهاد له، إذا ثبتت له الأخبار ومصادرها فجهاد له أن ينقلها إلى العالم الآخر، لأجل أن يعرفوا ما الذي يجري في سوريا؟ فيكون دوره متثبتاً ودوره ناشراً، فكله جهاد في هذا الجانب.
اسمح لي إذا كان الوقت الباقي ضيقاً لأجل أن آتي على توصيات كاملة.
المقدم: نعم، الوقت تقريباً انتهى الوقت، يعني في أقل من دقيقة لو سمحت.
الشيخ: إذاً لابد أن أؤكد على معاني بوقت سريع: التثبت من المصدر قبل النشر، التعامل مع العدو بذكاء، سواء في قضية إخفاء الحقائق أو تضليله، عدم التهويل أو التهوين، المصداقية والشفافية، يجب توحيد وتنسيق الجهود الإعلامية في المنطقة الواحدة، أيضاً لابد من متابعة أخطاء النظام الإعلامية لفضحه، مراعاة الجوانب الإنسانية في الإعلام، برزت الحاجة لوجود أكاديميات للتدريب، لنحول إعلاميين من هواة إلى محترفين، ضرورة إقناع الداعمين بأهمية الجهاد الإعلامي للدعم المالي، لابد من إخلاص القصد، وأيضاً نوجه المشاهد إلى أن لا يتابع القنوات الفاسدة، قنوات النظام السوري؛ لئلا تؤثر على عقله الباطن وتضلله إعلاميا.
المقدم: أشكر لك أشكر لك، أشكر لك دكتور حسان هذه الإطلالة معنا، ونحن بمشيئة الله من خلال برنامجنا هذا نسعى للرقي بالإعلام السوري نحو إعلام هادف، لم يتبق لنا مشاهدينا الكرام إلا أن نشكر ضيفنا من الدمام الدكتور: حسان جاجا مدير المكتب الإعلامي بهيئة الشام الإسلامية.
والشكر موصول لكم على حسن المتابعة، نلتقيكم دوماً بإذن الله من أجل سوريا.
حتى الملتقى نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.