الجمعة 10 شوّال 1445 هـ الموافق 19 أبريل 2024 م
أخبار سوريا - تحرير أحد أكبر مستودعات السلاح - 5-11-2013م
الثلاثاء 2 محرّم 1435 هـ الموافق 5 نوفمبر 2013 م
عدد الزيارات : 2480
انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:
المقاومة الحرة:
المعارضة السورية:
النظام الأسدي:
الوضع الإنساني:
المواقف والتحركات الدولية:
آراء المفكرين والصحف:
أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

تأجيل جنيف 2 أصبح واردا غير مستبعد، وأميركا تشكك في تدمير كامل الكيماوي السوري، ومعلومات استخباراتية تشكك في إظهار جميع المواقع الكيماوية من قبل النظام الأسدي، وخبراء يكشفون عن تلاعب النظام بسعر صرف العملة للإيهام بأن العمل في ظل الأسد أفضل.

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

أعداد القتلى:
قتل النظام الأسدي 58 شخصا في سوريا، منهم 22 في دمشق وريفها بينهم 3 تحت التعذيب وطفلة، و18 في حمص بينهم ممرض وناشط إعلامي، و9 في درعا بينهم طفل وامرأة وشخص تحت التعذيب، و3 في إدلب بينهم شخص تحت التعذيب و3 في حلب أحدهم امرأة ومجند منشق في حماه وشخص في الرقة، وشخص يحمل الجنسية الأردنية. (1)
حالات القتلى:
وكان معظم القتلى في ريف دمشق وحمص، حيث قتل 25 شخصا من الجيش الحر خلال الاشتباكات مع قوات النظام في مهين بريف حمص، 16 منهم من مدينة حمص، و9 آخرون من ريف دمشق، بالإضافة إلى 4 مدنيين أعدموا ميدانيا من مدينة عدرا بريف دمشق و3 شهداء نتيجة استهداف سيارتهم في بصرى الحرير بدرعا، وبين الشهداء طفلان وامرأتان وممرض وناشط إعلامي و7 تحت التعذيب.(1)
قذائف عشوائية في قلب العاصمة دمشق واحتراق مطابع الكتب المدرسية في حجيرة:
سقطت عدة قذائف هاون على كل من السفارة البابوية وسط العاصمة دمشق وساحة التبريد في باب مصلى إضافة لمنطقة الحريقة ما أدى لوقوع عدد من الجرحى وحدوث أضرار مادية. في حين احترقت مطابع الكتب المدرسية في حجيرة البلد بريف دمشق جراء قصف  قوات النظام بالمدفعية والهاون المستمر على منازل المدنيين داخل المنطقة. كما استهدفت قوات النظام مدينة يبرود بالمدفعية الثقيلة ما أدى لاستشهاد شخص وجرح آخرين في المنطقة. بالتزامن مع حدوث اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام  على كل من جبهة مشفى تشرين ومخيم اليرموك والسبينة وأغلب مناطق الريف الجنوبي. (2)
قصف على حماة والرقة:
وتعرضت مناطق في ناحية عقيربات لقصف من القوات النظامية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. في حين قصفت القوات النظامية مناطق في بلدة عقرب مما أدى إلى سقوط جرحى.
كما سقطت قذيفة هاون على أحد المنازل في شارع النور بمدينة الرقة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.(3)

المقاومة الحرة:

مواجهات وقتلى في صفوف النظام:
اشتدت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام على كل من جبهة مشفى تشرين ومخيم اليرموك والسبينة وأغلب مناطق الريف الجنوبي للعاصمة.
وقتل 7 عناصر من قوات النظام في اشتباكات قرب السفيرة تم نقلهم من معامل الدفاع إلى مطار حماة. (2)
سيطرة على مستودعات أسلحة:
واشتدت أيضا اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي جبهة النصرة مدعومة بمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام ومقاتلي الكتيبة الخضراء التي تعرف باسم كتيبة " الاستشهاديين"، ومقاتلي كتيبة مغاوير بابا عمرو، وكتائب مقاتلة، من جهة أخرى قرب بلدة مهين اثر تفجير رجل من جبهة النصرة عربة مدرعة مفخخة داخل مستودعات الأسلحة قرب بلدة مهين ومعلومات مؤكدة عن سيطرة الجبهة والدولة الإسلامية والكتائب المقاتلة على مباني في المستودعات والاستيلاء على أسلحة وقتل ما لا يقل عن 20 من القوات النظامية وأسر عدة جنود وانسحاب جنود من القوات النظامية إلى مناطق قريبة من المستودعات، واستشهد وجرح عدة مقاتلين من الكتائب المقاتلة وسط قصف من قبل الكتائب المقاتلة بصواريخ محلية الصنع على مطار الشعيرات مما أدى إلى نشوب حرائق داخل أسوار المطار. (3)
وفي السياق: قالت كتائب المعارضة إنها سيطرت على معظم مستودعات الذخيرة في جبل بلدة مْهين في ريف المدينة الشرقي.
وتنبع أهمية هذه المستودعات من كونها تضم كميات ضخمة من الذخيرة، فضلا عن وقوعها على الطريق إلى منطقة القلمون بريف دمشق. كما أعلن الجيش الحر سيطرته على  مخافر لقوات النظام في منطقة "المحسا". (5)

المعارضة السورية:

الائتلاف ينفي دعوة موسكو لرئيس الائتلاف:
نفى الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر الدين جاموس دعوة موسكو لرئيس الائتلاف الوطني وقال: "إن الائتلاف لم يتلق أي دعوة من الجانب الروسي للحوار معه". فيما وصف جاموس محاولة إشراك روسيا لأمثال قدري جميل وغيره من مخلفات النظام في مفاوضات جنيف2 بالزج التعسفي وقال: " إن هؤلاء ليسوا تصنيعا جديدا ضمن إطار المعارضة المقنعة التي يحاول النظام إنتاجها بغية مفاوضتها في جنيف، بل قالب أصلي لنظام الأسد بأبشع أشكاله".
هذا واعتبر الأمين العام أن "الائتلاف هو الذي سيحدد ممثلي الشعب السوري في جنيف2 بصفته الممثل الشرعي والوحيد للثورة السورية". وأضاف جاموس ردا على الالتقاءات الجارية مع ما وصفها بـ"المعارضة المقنعة" وتجاهل البنود التي أدلاها الائتلاف واشترطها لحضور جنيف بأن "كل ما يجري خارج الائتلاف الوطني تغريد خارج السرب". مضيفاً "أن الشعب السوري صاحب الصلاحية والكلمة الأخيرة في حضور جنيف2، وجميع الضغوط والالتفافات السياسية لن تثني الشعب السوري عن مطالب الثورة ولن تدفع الائتلاف إلى خيانة دماء السوريين". (2)
نظام الأسد يتلاعب بسعر صرف الليرة السورية:
بينما ارتفع سعر صرف الليرة السورية في الأيام الأخيرة أمام الدولار الأميركي، وصولاً إلى مستويات لم تبلغها الليرة منذ أشهر. حيث تراوح سعر صرف الدولار اليوم ما بين 115 و123 ليرة سورية، في حين أنه كان أعلى من 160 ليرة الأسبوع الماضي. أوضح خبراء أن ارتفاع سعر صرف الليرة مقابل الدولار لا يرتكز أبداً على أي تحسن اقتصادي في البلاد، فقد توقفت عجلة الاقتصاد بتوقف تدفقات السياحة وإغلاق المعامل وتعثر التصدير. وأضاف المصدر أن "هذه الحالة التي يمر بها سعر الصرف هو خطوة تجميلية مؤقتة وقد تكون مجرد لعبة تهدف لإيصال نظام الأسد رسالة إلى الشعب السوري مفادها أن "الرغد الاقتصادي" مقترن باستمرار الأسد.(2)

النظام الأسدي:

دمشق ستشارك في جنيف2:
قال فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، إن بلاده ستشارك في مؤتمر جنيف-2 متى انعقد، لكنه أكد أن الحكومة السورية لن تقبل بأي تدخل أجنبي أو فرض إملاءات عليها للتوصل إلى حل للصراع.
وأضاف المقداد في مؤتمر صحفي في دمشق أنه واثق من قدرة السوريين على التوصل إلى حل فيما بينهم، إذا أتيحت لهم الفرصة لذلك، وأن مؤتمر جنيف المزمع عقده "يجب أن ينطلق من مبدأ وقف العنف والإرهاب".(4)

الوضع الإنساني:

150 ألف فلسطيني نازحون داخل سوريا.. و67 ألفاً آخرين لاجئون في لبنان والأردن:
أكد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن أكثر من 150 ألف فلسطيني خرجوا من مخيم اليرموك، وظلوا داخل سوريا نفسها، في حين أن حوالي 60 ألف فلسطيني فروا من سوريا ولجأوا إلى لبنان، و7000 آخرين فروا إلى الأردن، طالبا رعاية اللاجئين الفلسطينيين كنظرائهم السوريين.
وأسف الأحمد لمصير هؤلاء اللاجئين غير المستقر، بعد أن تقطعت سبل معيشتهم، مشيراً إلى محدودية إمكانيات منظمة التحرير ومنظمة إغاثة اللاجئين الـ"أونروا". وكشف أن هؤلاء لا يلقون نفس الرعاية التي يلقاها اللاجئون السوريون، لا داخل سوريا ولا خارجها، داعياً إلى تغير هذا النمط في التعامل معهم.(2)

المواقف والتحركات الدولية:

اجتماعات تحضيرية لمؤتمر جنيف2 حول الحل في سوريا:
بدأ اليوم في جنيف اجتماع الموفد الخاص المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مع نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان لمحاولة تحديد موعد لعقد مؤتمر جنيف2 بحثاً عن حل سياسي في سوريا.
ويلي هذا الاجتماع آخر موسع ينضم إليه ممثلو الدول الثلاث الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي الصين وفرنسا وبريطانيا. يذكر أن السفير الأميركي روبرت فورد أجرى أمس لقاءات مع شخصيات سورية من صنع نظام الأسد في جنيف عشية المحادثات التمهيدية المذكورة اليوم، من أجل الاتفاق على نص الدعوة التي ستوجه إلى المشاركين في المؤتمر.(2)
الإبراهيمي: لم يكن ممكنا الاتفاق على موعد لجنيف2:
أعلن الأخضر الإبراهيمي، وسيط السلام، إنه لم يكن ممكنا الاتفاق على موعد لمؤتمر جنيف 2 الذي طال انتظاره.
وجاءت تصريحات الإبراهيمي بعد مباحثات مطولة شارك فيها الإبراهيمي مع مسؤولين أمريكيين وروس في جنيف.
وشارك في المباحثات أيضا ممثلون عن دول أخرى أعضاء في مجلس الأمن الدولي.
وقال الإبراهيمي، في مؤتمر صحفي، إنه لا يزال يأمل في أن يعقد مؤتمر جنيف 2 قبل نهاية العام الحالي، وهو ما يشير إلى أن المؤتمر لن يعقد على الأقل الشهر الحالي، كما كان مأمولا.
وكشف الوسيط الدولي عن أن الانقسام بين فصائل المعارضة بشأن المشاركة في المؤتمر كان أحد العقبات التي حالت دون تحديد موعد له.(4)
دعوة إلى التفاهم سريعا:
وأوضح الإبراهيمي أن الأطراف الثلاثة لا تزال تأمل في إجراء المفاوضات قبل نهاية العام الجاري.
وأضاف أنه تم الاتفاق على إجراء لقاء مع أطراف معارضة سورية بنهاية الشهر الجاري للمزيد من التشاور، وحثهم على تشكيل وفد مقنع.
ودعا الإبراهيمي جميع الأطراف المعنية إلى ضرورة الإسراع في التفاهم على عقد المؤتمر لوقف الحرب في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الشعب، مشيرا بذلك إلى تقرير للأمم المتحدة صدر أمس يفيد بأن أكثر من 9.3 ملايين من السوريين باتوا بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة.(5)
أمير قطر ينتقد العجز الدولي:
انتقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ما وصفه بعجز المجتمع الدولي في التصدي للنظام السوري الذي "ما زال يرتكب جرائم ضد الإنسانية" معربا عن دعم بلاده الكامل للشعب السوري، وجدد تأكيد الدوحة على محورية القضية الفلسطينية.
وقال الشيخ تميم -في كلمة ألقاها خلال افتتاحه دورة الانعقاد العادي الـ42 لمجلس الشورى- إن النظام السوري ارتكب وما زال يرتكب "جرائم ضد الإنسانية" وذلك بسبب استخدام حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن من قبل بعض الدول، وبسبب "المعايير المستفحلة" في السياسة الدولية.
وأضاف أن الشعب السوري لم يقمْ بثورته ويتحملْ ما لا طاقة للبشر باحتماله من أجل نزع الأسلحة الكيميائية للنظام الذي يحكمه، بل للتخلص من حكم "لا يتورع عن استخدامها ضد شعبه".
واعتبر الأمير أنه لا يجوز أن يحاول أحد الاستعاضة عن تحقيق العدل لهذا الشعب بمفاوضات غير مشروطة وغير محددة زمنيا ولا تقود إلى شيء، في إشارة إلى مؤتمر جنيف2 المزمع عقده أواخر الشهر الجاري. (5)
واشنطن تشكك في تدمير كل الكيماوي السوري:
أعلنت سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة سامانتا باور أن الولايات المتحدة تواصل التثبت من صحة جردة الأسلحة الكيميائية التي قدمتها سوريا للمجتمع الدولي وأيضا من برنامج إزالة هذه الترسانة.
وقالت باور إثر اجتماع لمجلس الأمن خصص للأسلحة الكيميائية السورية: "لا يزال هناك عمل لا بد من القيام به للتأكد من أن لائحة المواقع الرسمية التي سلمتها الحكومة السورية شاملة وأن العملية تجري بشكل صحيح خصوصا مرحلة التدمير التي تبدو معقدة جدا".
وكانت سوريا سلمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وثيقة من 700 صفحة تتعهد فيها دمشق بتدمير كامل مخزونها الذي يبلغ ألف طن من المواد الكيميائية و290 طنا من الأسلحة الكيميائية.
وفي نهاية أكتوبر ختمت كل الأسلحة الكيميائية السورية بالشمع الأحمر وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن كل مواقع إنتاج هذه الأسلحة لم تعد صالحة للاستخدام.
ورحبت واشنطن بما أنجز حتى الآن معربة عن الأمل بأن تتم عملية التدمير ضمن المهل المحددة أي قبل نهاية يونيو 2014.(3)
تمويل بعثة الأسلحة الكيماوية لن يكفي إلا لنهاية الشهر الجاري:
لم تجمع الهيئة الدولية المكلفة بالتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية من الأموال إلا ما يكفي لتمويل بعثتها خلال هذا الشهر، والمقدرة بنحو عشرة ملايين يورو (13.5 مليون دولار) لهذه المهمة. أي إنه يتعين تدبير المزيد من الأموال سريعاً لدفع تكاليف تدمير مخزونات الغاز السام العام المقبل. وتشرف منظمة "حظر الأسلحة الكيميائية" على تدمير المخزونات السورية من غاز الأعصاب. وجاء في وثيقة للمنظمة بتاريخ 25 تشرين الأول/أكتوبر أن مواردها البشرية الحالية تكفي لإجراء العمليات في أكتوبر ونوفمبر 2013".(2)
التدمير خارج أفضل:
وقال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، الهيئة التي تشرف على عملية نزع السلاح الكيماوي في سورية: إن تدمير الأسلحة الكيماوية خارج البلاد يعد الخيار الأفضل، بالنظر إلى النزاع المستمر هناك.
وقال أحمد أوزومكو، المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، خلال اجتماع للمجلس التنفيذي للمنظمة إن اقتراحا سوريا بشان تدمير الأسلحة الكيماوية خارج البلاد يشكل الخيار الأكثر قابلة للتنفيذ.
وأضاف أوزومكو أيضا أن سورية أعلنت عن تدمير 99 رأسا حربية فارغة في أحد مواقع الأسلحة ومن المتوقع أن يتم تدمير أسلحة مشابهة في ستة مواقع أخرى.
تابع أوزومكو حديثه أنه من المقرر أن يصل وفد سوري إلى لاهاي، لمناقشة الخطط النهائية للقضاء على ترسانة البلاد من الأسلحة المحرمة دوليا.
وأعلنت المنظمة من مقرها في مدينة لاهاي الهولندية أن لديها أموالا كافية حتى نهاية العام الجاري لمهمة التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن التقارير التي تحدثت عن وجود نقص في هذه الأموال غير صحيحة مشيرا إلى أنه في الوقت الراهن هناك نحو عشرة ملايين يورو في الصندوق الخاص التابع للمنظمة والمخصص للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية كما أن هناك وعودا من دول بتقديم مساعدات إضافية.(3)
أول إفادة حول عمل بعثة الكيماوي:
من جانبها قدمت سيخريد كاخ منسقة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في سوريا أول إفادة لها أمام مجلس الأمن الدولي، والتي استعرضت خلالها تقرير الأمين العام، القائم على أساس تقرير المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية حول سوريا، والذي يأتي في أعقاب أول شهر كامل من عمل البعثة المشتركة.
وفي لقائها بالصحفيين في أعقاب الجلسة المغلقة لمجلس الأمن الدولي، تطرقت السيدة كاخ إلى ما ورد في التقرير وفقا لإذاعة الأمم المتحدة:
"يتحدث التقرير عن التقدم الذي تحقق حتى الآن في ظل ظروف صعبة جدا، ويتحدث بالطبع أيضا عن الإطلاق السريع جدا لعمل البعثة المشتركة، بالاستفادة من الأصول والخبرة المجتمعة للمنظمتين، ويتحدث عن التعاون البناء للسلطات السورية، كما يشير أيضا بالطبع إلى الحاجة إلى المساعدة الدولية مستقبلا، رهنا بموافقة المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية في الخامس عشر من نوفمبر على خطة التدمير، التي تشكل المرحلة الثالثة من الخطة الكاملة"(3)
مصدر روسي: تأجيل جنيف2 إلى كانون الأول القادم:
قال مصدر روسي قريب من الاجتماعات الجارية بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة في جنيف، إن مؤتمر السلام الدولي حول سوريا، الذي يطلق عليه اسم "جنيف-2" والذي كان مرتقباً أساساً في تشرين الثاني/نوفمبر، لن يعقد قبل كانون الأول ديسمبر القادم. ويذكر أن نائب رئيس مجلس وزراء النظام المستقيل قدري جميل كان قد أعلن سابقاً أن موعد عقد جنيف 2 في 23 تشرين الثاني نوفمبر الجاري.(2)
من الصعب التنبؤ بنتائج جنيف2:
أعلن رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف أنه من الصعب الآن التنبؤ بنتائج مؤتمر "جنيف 2" في حال انعقاده.
ورأى مارغيلوف، في تصريح صحافي، أن الوضع في سوريا "لا يزال صعباً"، معتبراً أن أحداث سوريا "تمثل انعكاسات الربيع العربي وتقاطع مصالح القوى الإقليمية".
وأشار وفقاً لموقع "روسيا اليوم" إلى أن المبادرة الروسية "سمحت بعدم تخطي الخط الأحمر وتجنب قصف سوريا من قِبل الغرب"، مضيفاً أن قيادات الدول الغربية فشلت في الحصول على دعم المجتمع الغربي للعملية العسكرية ضد سوريا. (3)
روسيا مصرة على دعوة إيران إلى جنيف2:
شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة دعوة إيران إلى جنيف 2.
كما انتقد لافروف طلب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا وضعَ إطار زمني واضح لرحيل الرئيس الأسد، قائلا إنه يجب عدم وضع شروط مسبقة لمؤتمر جنيف 2.(5)

آراء المفكرين والصحف:

بعد دخوله في التفاصيل: «جنيف - 2» نحو التأجيل:
تحت هذا العنوان: كتب عمر الصلح:
يشير الحراك الديبلوماسي الدائر في فلك الأزمة السوريّة إلى أنّ البحث يتركز حالياً على تفاصيل دقيقة لصوغ ورقة تفاهم مبدئية يُبنى عليها في مؤتمر «جنيف ـ 2» المزمع انعقاده أواخر الشهر الجاري.
على رغم أنّ جميع الراعين للمؤتمر يدركون أنّ الشيطان يكمُن في التفاصيل، إلا أنّ ذلك لم يوقف المحاولات الديبلوماسية لإيجاد حلّ سياسي ونهائي للأزمة السورية، خصوصاً أنّ عواصم القرار باتت تدرك أنّ تداعيات هذه الأزمة لن تبقى محصورة ضمن الحدود السورية، بل إنّ نيرانها باتت مرشحة للتمدّد، ليس إلى منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل إلى أبعد من حدودها.
مصادر أممية عاملة على خط تقريب وجهات النظر بين العواصم المعنية بالأزمة السورية كشفت لـ"الجمهورية" بعض بنود التوافق الذي يُعمَل عليه بين واشنطن وموسكو وعواصم غربية وعربية وإقليمية. وبحسب هذه المصادر أنّ الرؤية التي يُعمل على صوغها لإنجاز توافق بين أطراف الأزمة لا تزال تصطدم بعقبة "آليات التنفيذ، وعملية توزيع الأدوار"، إذ إنّ دور الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية لا يزال يشكل عقبة أمام صوغ ورقة التفاهم، لكن الأيام القليلة الماضية شهدت تقدماً في هذا الملف على خط واشنطن - موسكو، لكنّ هذا التقدم لا يزال مرهوناً بموافقة الأطراف السورية المتنازعة.
وتكشف المصادر أنّ آخر ما توصل إليه الروس والأميركيون هو تأليف حكومة انتقالية مؤقتة تتمتع بصلاحيات واسعة سياسياً وعسكرياً وأمنياً، وينحصر عملها ضمن مهلة محددة لا تتجاوز السنة، تعمل خلالها على ترتيب البيت السوري الداخلي تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية برعاية ورقابة دوليَّين، ليصار بعدها إلى إجراء تسليمٍ وتسلُّم بين الأسد الذي سيبقى في السلطة خلال المرحلة الانتقالية بصلاحيات محدودة، وبين خلفه.
وتضيف المصادر أنّ على رغم هذا التوافق المبدئي فإنّ هناك عقبة مهمة تتعلّق باختيار نواة الحكومة الانتقالية، فالمعارضة السورية المتمثلة بالائتلاف تسعى إلى تأليف حكومة تضمّ كلّ أطياف المعارضة ويحصل النظام فيها على ثلث المقاعد، لكي تتمكن من الإمساك بزمام الأمور في البلد.
في حين أنّ النظام يدعو إلى حكومة بثلاثة زوايا متوازية الأحجام (ثلث المقاعد للنظام، وآخر لما يعرف بالمعارضة الداخلية، وثالث للمعارضة الخارجية)، لكنّ الائتلاف السوري المعارض يعتبر أنّ مشاركته في هذه التشكيلة الثلاثية ستجعل منه شاهد زور، لأنه يرى أنّ المعارضة الداخلية هي من صنع النظام وستعمل على تكريس مصالحه في الحكومة الانتقالية، علماً أنّ الجانب الأميركي لم يرفض هذه الصيغة حتى الآن، وقد درسها من خلال لقاءات عقدها مع ممثلي المعارضة الداخلية لتكوين تصوّر حول برنامجها ورؤيتها لمستقبل سوريا، وفي هذا السياق كُشِف عن لقاء مع رئيس "الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير" قدري جميل، إضافة إلى لقاءات أُخرى لم تُعلن.
وتقول المصادر نفسها إنّ عقدة حقّ ترشح الأسد للانتخابات المقبلة لا تزال موضع جدل أيضاً، فالائتلاف السوري المعارض والدول العربية والإقليمية الداعمة له يرفضون هذه الفكرة جملةً وتفصيلاً، في حين يتمسك النظام بهذا البند، أما المعارضة الداخلية فترى ضرورة العودة إلى الدستور الذي يحدّد شروط الترشح للرئاسة، الأمر الذي يتيح للأسد خوض الانتخابات الرئاسية مجدداً.
وتؤكد هذه المصادر أنّ هناك توافقاً بين الأطراف كافة، وتحديداً بين الأميركيين والروس حول أن يكون الرئيس القادم من طوائف الأقليات في سوريا، على أن تكون رئاسة الحكومة من نصيب الطائفة السنّية، وفي هذا المجال قد قدمت باريس تصوراً لبنية النظام على المستوى الطائفي، وهي تشبه إلى حدّ كبير الصيغة اللبنانية، لكنّ هذا التصوّر تُرِك للنقاش على طاولة "جنيف ـ 2".
وتختم المصادر مؤكدة أنّ المؤشرات والاتصالات الأخيرة تدل إلى أنّ لدى عدد من الأطراف نية تأجيل مؤتمر "جنيف ـ 2" إلى نهاية السنة الجارية لاستكمال التصوّر النهائي للحلّ، باستثناء روسيا التي تعتقد أنّ مجرد جلوس الأطراف المتنازعين على طاولة واحدة من شأنه أن يفتح أبواب الحلول.(3)
وكتب صبحي حديدي تحت عنوان:
فارق المجزرة السورية: أنّ ‘الضحية الكونية’ احتكار يهودي!:
إذا كان امرؤ ـ يحدث أنه مؤرّخ وباحث أمريكي يهودي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد ـ مستعداً لتأثيم الأمّة الألمانية بأسرها، كمجموع كلّي، بتهمة قمع اليهود وتنظيم معسكرات اعتقال وإبادة جماعية الطابع؛ وإذا كان المرء ذاته متحمساً، وإنْ بدرجة أقلّ، لتأثيم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، على خلفية تقاعسه عن نصرة سكان إقليم دارفور في السودان؛ فهل يمكن له أن يتحمس، أيضاً، لتأثيم صمت ‘المجتمع الدولي’ إزاء جرائم نظام بشار الأسد بحقّ الشعب السوري، لا سيما المذابح، واستخدام الأسلحة الصاروخية ضدّ التجمعات السكانية المدنية الكثيفة، قبل اللجوء إلى الأسلحة الكيماوية؟ ليس بالضرورة، لأنّ ما ينطبق على يهود المانيا، ينطبق بصورة أدنى على أهل دارفور، ولا ينطبق البتة على السوريين!
هذه حال دانييل جوناه غولدهاغن، مؤلف كتاب صدر مؤخراً بعنوان ‘الشيطان الذي لا يموت أبداً: صعود وخطر العداء العالمي للسامية’، الذي يتناول أنساق الإبادة الجماعية، ويركز بالطبع على تلك التي كان اليهود ضحاياها، متجاهلاً عذابات شعوب أخرى وأقوام أقلّ اجتذاباً لاهتمام الرأي العام العالمي، أو ‘الغرب’ على نحو أصحّ وأدقّ. وغولدهاغن، لمَنْ لا يعرفونه، هو أيضاً صاحب مجلد في 619 صفحة، صدر سنة 1996 بعنوان ‘جلاّدو هتلر المتطوّعون: الألمان العاديون والهولوكوست’، تنهض أطروحته الوحيدة على هذا الجزم الرهيب القاطع: ألمانيا بأسرها، بلداً وشعباً وثقافة، مسؤولة عن الهولوكوست، و’ما يُقال عن الألمان لا يمكن أن يُقال عن جميع الأمم الأخرى مجتمعة. الأمّة الألمانية هي الهولوكوست، ولولا هذه الأمّة لما كان الهولوكوست’.
مثال ثانٍ يخصّ ألمانيا، ويختصره هذا السؤال البسيط: ما الذي يضير في قيام الأمّة الألمانية بتكريم ضحاياها (من المدنيين، العزّل، الأبرياء) الذين سقطوا خلال سنوات الحرب العالمية الثانية؟ وأيّ إثم في تأسيس مركز توثيق ومتحف تاريخي، لحفظ تفاصيل تلك الوقائع الرهيبة، وجعلها في متناول الذاكرة الجَمْعية؟ ألا يندرج إنجاز مشروع كهذا في صلب الحقوق الوطنية لأيّ شعب من شعوب العالم، بل يتوجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من واجبات الشعوب تجاه تاريخها؟ لم يكن هذا رأي الأوساط الصهيونية العالمية، التي أطلقت حملة أخرى شعواء ضدّ المشروع، استهدفت بصفة خاصة السيدة إريكا شتاينباخ، السياسية الألمانية البارزة ورئيسة ‘رابطة المطرودين’ التي تُعنى بشؤون ملايين المطرودين من ديارهم، ليس في ألمانيا وحدها بل في مختلف أرجاء العالم.
ولم يكن عسيراً التكهن بأنّ السبب في الغضبة الصهيونية لم يكن أيّ اعتبار آخر سوى الحكاية القديمة إياها: احتكار عقدة الضحية الكونية، والانفراد بها تماماً، وتهميش وتقزيم كلّ وأيّ ضحية أخرى، بل الحطّ من عذاباتها إنْ أمكن. قرأنا، على سبيل المثال، ما كتبه المؤرّخ الإسرائيلي جلعاد مرغاليت: ‘إنّ هدف الأوساط الألمانية المحافظة هو صياغة يوم ذكرى لإحياء الفترة النازية، ولكنها ذكرى منعتقة من الرأي الإتهامي الذي تحمله الضحية اليهودية. ورغم أنّ الإجراء لا يرقى إلى مصافّ إنكار الهولوكوست، إلا أنه بلا ريب يساوي بين الهولوكوست وعمليات الاضطهاد التي تعرّض لها الألمان’. ومرغاليت هذا (الذي يُحتسَب على المؤرّخين المعتدلين!) يختار لمقاله عنواناً استفزازياً هو ‘ازدياد عذابات الألمان’، ويضع كلمة عذابات بين أهلّة، على سبيل التشكيك في صحّة معنى العذاب، وربما صحّة وجود عذابات ألمانية في الأساس!
والحال أنّ الوقائع التاريخية تقول إنّ الأعداد التالية من المواطنين ذوي الأصول الألمانية طُردوا، بعد الحرب العالمية الثانية، من البلدان التي كانوا يقيمون فيها ويتمتعون بجنسيتها: 2 ـ 3.5 مليون من بولندا، 2.3 من تشيكوسلوفاكيا، قرابة مليون من الإتحاد السوفييتي، 400 ألف من هنغاريا، 300 ألف من رومانيا، إضافة إلى قرابة مليون من مختلف مناطق أوروبا الشرقية. هذه هي الأعداد في تقديراتها المخفّضة، وأمّا العدد الذي تسوقه رابطة المبعدين فهو 15 مليون ألماني.
ألا يستحقّ هؤلاء الذكرى، لكي لا نتحدّث عن التعويضات وردّ الاعتبار، كما هي حال اليهود؟ لا يبدو مرغاليت وكأنه يوافق على هذه البديهة البسيطة، لأنه يرتاب دائماً في نوايا السيدة شتاينباخ، وفي أنها تستهدف إضعاف ذاكرة الهولوكوست أكثر من تقوية ذاكرة الضحية الألمانية، وذلك رغم أنّ مشروع مركز مناهضة الطرد يضع اليهود في رأس ضحايا هذه الممارسة غير الإنسانية. ومرغاليت يتوقف، بصفة خاصة، عند موقف شتاينباخ ‘المتطرّف’، حسب تعبيره، القائل إنّ عمليات طرد الألمان جرى التخطيط لها قبل الحرب، ولا يمكن النظر إليها كجرائم ناجمة عن ضرورات محاربة النازية، بل كجرائم في حدّ ذاتها. أكثر من هذا، تزعم شتاينباخ امتلاك أدلة قاطعة على أنّ 2.5 مليون من الألمان المطرودين من ديارهم، ‘قضوا تحت التعذيب أو التشغيل الإجباري أو الاغتصاب’… فكيف تجاسرتْ على سوق أرقام تداني نصف أرقام ضحايا الهولوكوست من اليهود!
جانب آخر من المأساة كان يخصّ القصف الوحشي الذي مارسه الحلفاء ضدّ المدن والبلدات والبنى التحتية الألمانية، وكأنهم كانوا ينزلون العقاب بالشعب الألماني نفسه، بعد انهيار الرايخ الثالث. وهذه معركة لا تنفرد بإثارتها ‘رابطة المبعدين’، ومن خلفها الأوساط المحافظة الألمانية كما زعم مرغاليت، بل انخرط في حملاتها رجال يساريون من أمثال الروئي الكبير وحامل جائزة نوبل غونتر غراس، وساسة ليبراليون من أمثال هانز ديتريش غينشر، وكتّاب من أمثال يورغي فردريش الذي وضع كتاباً مصوّراً عن قصف ألمانيا، اعتبر فيه أنه لا يوجد فارق أخلاقي بين ونستون تشرشل وأدولف هتلر.
في قلب هذه السياقات، كان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس قد ألقى خطبة أمام البرلمان الألماني، وُصفت بـ’التاريخية’ لأسباب في طليعتها أنّ هذه الممارسة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات الألمانية ـ الإسرائيلية، من جانب الدولة العبرية في الواقع، لأنّ المستشارة الألمانية أنغلا ميركل تحدّثت من سدّة الكنيست الإسرائيلي، أواخر آذار (مارس) 2007، وسبقها إلى هذا الرئيس الألماني السابق يوهانس راو، سنة 2000، حين طلب العفو والمغفرة عن الجرائم التي ارتكبتها ألمانيا النازية بحقّ اليهود. لكنّ خطبة بيريس ‘تاريخية’ لسبب آخر، لغوي وثقافي صرف هذه المرّة: أنه تحدّث بالعبرية، فلم ينسحب من قاعة البرلمان أيّ نائب ألماني، من باب الإحتجاج، كما فعل حفنة نوّاب إسرائيليين رفضوا الإصغاء إلى ميركل باللغة الألمانية، وطالبوها باستخدام اللغة العبرية!
ورغم أنّ ميركل ذهبت في أقوالها إلى ما لم يتجاسر على الذهاب إليه أيّ صديق غربي لإسرائيل، بما في ذلك ساسة الولايات المتحدة الأمريكية، حين اعتبرت أنّ تهديد وجود إسرائيل يُعدّ تهديداً لوجود ألمانيا؛ فإنّ عضو الكنيست أرييه إلداد صرّح بأنّ ‘الألمانية كانت آخر لغة استمع إليها جدّي وجدّتي قبل مقتلهما، وأمر الإعدام صدر باللغة الألمانية، ولست مستعداً لسماعها داخل قاعة الكنيست’. كذلك لم يشفع للمستشارة الألمانية أنها، خلال الزيارة ذاتها، ألحقت الإهانة تلو الإهانة بالفلسطينيين، شعباً وحكومة، وجعلت اجتماعها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتمحور حول البند الأهمّ في نظرها: إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت.
ولأنّ خطبته أمام البرلمان الألماني كانت تصادف اليوم العالمي لاستذكار الهولوكوست، فقد شاء بيريس التشديد على ضرورة قيام الألمان بواجبهم في مطاردة جميع ‘المجرمين النازيين’ الذين ما يزالون طلقاء، هنا وهناك في العالم؛ لأنّ الذكرى لا تخصّ الضحايا فحسب، بل يتوجب أن تكون ‘نذيراً’ للعواقب المأساوية التي تنجم عن عدم التحرّك ضدّ ارتكاب الفظائع. وتقديم أولئك المجرمين إلى العدالة ليس فعل انتقام، في نظره، بل هو ‘درس تربوي’ للأجيال الراهنة من الشباب: ‘لكي يتذكروا، ولا ينسوا أبداً، أنّ عليهم معرفة ما جرى، وأن لا يساورهم، أبداً أبداً، أدنى شكّ بعدم وجود خيار آخر سوى السلام والمصالحة والحبّ’…
أنظروا مَنْ الناطق بهذه الدعوة، الرقيقة الحانية العطوفة: رئيس الدولة ذاتها التي كانت، قبل عام واحد فقط، قد ارتكبت عشرات المجازر البربرية في غزّة، مستخدمة أسلحة دمار وحشية يندى لها جبين أشدّ عتاة النازية تعطشاً للدماء! ليس هذا فحسب، بل إنّ بيريس نفسه كان رئيس وزراء إسرائيل حين قصفت بلدة قانا اللبنانية الجنوبية، سنة 1996، وأسفرت عن 106 شهداء مدنيين، بين شيخ وامرأة وطفل، و350 جريحاً، رغم أنّ الضحايا كانوا في ملجأ مدني رسمي تابع للأمم المتحدة. وتلك كانت مجزرة مكشوفة صريحة نُفّذت عن سابق عمد وتصميم، كما برهنت بعدئذ تحقيقات الهيئة الدولية ومنظمة العفو الدولية. هذا الآمر بجريمة الحرب في قانا ظلّ بمنجى عن أية مُساءلة داخلية (أمام ‘الديمقراطية’ الإسرائيلية إياها)، أو مساءلة دولية (أمام الهيئات التي تستفيق من رقادها بين حين وآخر للمحاسبة على جرائم الحرب)؛ بل لقد تقلّب في المناصب، وذرف الكثير من دموع التماسيح، وحصد جائزة نوبل للسلام، وتباكى على الخير، وطالب باستئصال الشرّ…
في المقابل، لم تكن مجازر النظام السوري أقلّ وحشية وبربرية، وهنا بعض نماذجها (منذ بدء العام 2013 وحده): كانون الثاني (يناير)، مصرع 87 من طلاب جامعة حلب، و106 من أبناء حمص، بينهم نساء وأطفال قُتلوا حرقاً أو بالسلاح الأبيض، والعثور على 80 جثة في نهر قويق بحيّ بستان القصر في حلب؛ وفي شباط (فبراير)، مقتل 83 من المدنيين، بعضهم سقط جراء تفجير قرب مقرّ حزب البعث في دمشق؛ وفي نيسان (أبريل)، أكثر من 483، بينهم نساء وأطفال، في مجزرة ‘جديدة الفضل’ التي ارتكبتها وحدات الحرس الجمهوري؛ وفي أيار (مايو)، إعدام قرابة 50 من السجناء في سجن حلب المركزي، ومقتل 145 رمياً بالرصاص في مجزرة شهدتها مدينة بانياس الساحلية؛ وفي حزيران (يونيو) أجهز الجيش النظامي على 191 مواطناً في مجزرة قرية ‘رسم النفل’ في ريف حلب؛ وفي آب (أغسطس) أسفرت الهجمات الكيماوية على الغوطة عن 1400 ضحية…
السوريون هؤلاء لم يستدروا، من أمثال غولدهاغن وبيريس، حتى دموع التماسيح المعتادة، وكان العكس هو الذي سيصنع المفاجأة في الواقع؛ إذْ كيف لمحتكري امتياز ‘الضحية الكونية’ الأوحد أن أن يشذوا عن قاعدة… هي، عندهم، أقرب إلى قانون وأقنوم!(3)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6)
معتصم بالله أبو دبوس - درعا - درعا المحطة
محمد نمر - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل
خير أحمد شلة - ريف دمشق - حرستا
أحمد شاهر العيناوي "شروف" - ريف دمشق - يبرود
سعد الله محمد الرفاعي - حمص - مهين
هولو نايف البردان - درعا - طفس
إبراهيم كحول - درعا - 
قاسم مصباح الحزوري - حمص - تلكلخ
يوسف رحال - ادلب - أريحا
محمد حسان اليوسف - حمص - قرية المنزول
جمعة مثقال النويعم النعيمي - حمص - بابا عمرو
مهند عبد الكريم الشحادة - حمص - مهين
راقي قاسم شحود - حمص - مهين
أنور الحسين - حمص - قرية المنزول
محمد فداء الإبراهيم - حمص - قرية المنزول
محمد قاسم محمد الحزوري - حمص - تلكلخ
محمد المارديني - حمص - القريتين
فادي نجمة - ريف دمشق - التل
ضياء بعيون - ريف دمشق - رنكوس
محمد دواليبي - ريف دمشق - التل
أحمد شبلي حورية - ريف دمشق - القلمون: عسال الورد
دهام عبد الهادي الدغيم - ادلب - جرجناز
المصادر:
1- الهيئة العامة للثورة السورية – المكتب الإعلامي
2- الائتلاف الوطني السوري – المكتب الإعلامي.
3- المرصد السوري لحقوق الإنسان.
4- بي بي سي.
5- الجزيرة نت.
6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.