الثلاثاء 7 شوّال 1445 هـ الموافق 16 أبريل 2024 م
التقرير الإعلامي 384 - مصر لا تنوي الجهاد في سوريا - 20 تموز/يوليو 2013
السبت 12 رمضان 1434 هـ الموافق 20 يوليو 2013 م
عدد الزيارات : 1821
انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:
المقاومة الحرة:
المعارضة السورية:
الوضع الإنساني:
المواقف والتحركات الدولية:
آراء المفكرين والصحف:
أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

استعاد الثوار عددا من المواقع التي سيطر عليها النظام وحرروا خان العسل في حلب التي تعد آخر معاقل قوات النظام في المنطقة، بينما أعلن رئيس الائتلاف السوري أن السلاح النوعي هو من أولوياته، ومرجع شيعي في النجف يعلن رفضه لذهاب المتطوعين للقتال في سوريا.

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

أعداد القتلى:
ارتفع عدد القتلى هذا اليوم إلى 80 قتيلا بينهم 5 نساء و5 أطفال وشخص تحت التعذيب، وتوزع عدد القتلى في المحافظات على هذا النحو: 21 في حلب، و17 في ادلب، و16 في دمشق وريفها، و9 في درعا، و7 في حماة، و3 في حمص، و2 في دير الزور، و2 في القنيطرة، و2 في الرقة، و1 في اللاذقية. (1)
حالات القتلى:
وكان معظمهم في إدلب وحلب حيث قامت قوات النظام بقصف مدينة سراقب بالطيران أدى إلى حصول مجزرة راح ضحيتها 15 شهيدا على الأقل بالإضافة إلى 3 شهداء قتلوا بالقصف على السفيرة بريف حلب و3 من عنجارة بحلب قتلوا خلال الاشتباكات، وبين الشهداء طفلان وامرأة وناشط إعلامي ومسعف. (2)
مناطق القصف:
هذا وقد وثقت لجان التنسيق 452 نقطة للقصف في سوريا، منها: غارات الطيران الحربي سجلت في 43 نقطة، والبراميل المتفجرة سقطت على كل من سراقب والناجية في ادلب وعنجار والأتارب في حلب، وصواريخ أرض - أرض استهدفت القابون في دمشق وأحياء حمص المحاصرة وسراقب في ادلب، واستخدمت القنابل العنقودية في سراقب ونحليا في ادلب والطبقة في الرقة وخان العسل في حلب، والقنابل الفوسفورية والانشطارية في سراقب في ادلب، والقصف المدفعي سجل في 146 نقطة، تلاه القصف الصاروخي في 129 نقطة، والقصف بقذائف الهاون سجل في 121 نقطة. (1)

المقاومة الحرة:

استعادة عدد من المواقع في دمشق:
دمر الثوار عددا من الآليات والمدرعات العسكرية في اشتباكاتهم مع قوات النظام في 148 نقطة في عموم سوريا، وحققوا انتصارات عديدة، منها في دمشق وريفها حيث تمكنوا من السيطرة على عدد من الأبنية التي تتمركز بها قوات النظام في حي القابون واستطاعوا تكبيدهم خسائر كبيرة، كما استهدفوا فرع المخابرات الجوية في ساحة العباسيين ، وتمكنوا من استعادة بعض المواقع من قوات النظام وعناصر حزب الله في منطقة المرج في الغوطة الشرقية وتم تكبيدهم خسائر كبيرة، واستهدفوا إدارة المركبات في حرستا وحققوا إصابات مباشرة، كما استهدفوا قوات النظام على المتحلق الجنوبي في زملكا وتم تحقيق إصابات، واستهدفوا ثكنة كمال مشارقة في عين ترما وحققوا إصابات مباشرة. (1)
تحرير آخر معقل للأسد، وقتل أكثر من 200 من جنود النظام:
وفي حلب تمكن المجاهدون من السيطرة على أجزاء كبيرة من خان العسل وتحرير مناطق الصحفيين ومبنى مجو والسماقية آخر معاقل قوات النظام في الجبهة الشمالية لخان العسل، وقتلوا أكثر من 200 عنصر من قوات النظام، واستهدفوا تجمعات قوات النظام والشبيحة في ملعب الحمدانية وقريتي نبل والزهراء وحي الأشرفية وحققوا إصابات مباشرة، كما تمكنوا من تدمير مدفع 23 وقتل عدد من العناصر في جبل شويحنة، واستهدفوا مبنى البحوث العلمية في الراشدين وتم تكبيد قوات النظام خسائر كبيرة، كما قاموا بتفجير سيارتين وناقلة شحن على طريق معامل الدفاع في السفيرة. (1)
وتعد خان العسل آخر معاقل قوات النظام في ريف حلب الغربي، وسقوطها بيد الجيش الحر والكتائب المقاتلة سيفتح الطريق نحو منطقة الحمدانية في حلب ومحاصرة المناطق الغربية من مدينة حلب التي لا تزال تحت سيطرة قوات النظام. إلا أن ذلك لن يكون بالأمر الميسر أو السريع، بل إن معارك طويلة ستخاض هنا، بحسب الناشطين.(3)
وتمكن مقاتلو المعارضة من قتل 15 من جنود النظام، كما أسقط الثوار طائرة مقاتلة لقوات النظام في نفس المنطقة.
وأوضحت لجان التنسيق المحلية أن مقاتلي المعارضة سيطروا على عدد من المباني التي كانت تتجمع فيها قوات النظام وعناصر "الشبيحة" في البلدة القريبة من أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية في حلب. (4)
استهداف معسكرين واقتحام كتيبة:
وفي إدلب استهدف المجاهدون كلا من معسكري الحامدية ومعمل القرميد وحققوا إصابات مباشرة، وتصدوا لقوات النظام التي حاولت استرجاع حاجز معربليت وتم تكبيدهم خسائر كبيرة، واقتحموا في درعا كتيبة الشيلكا على منفذ نوى الغربي واستهدفوا قوات النظام على محيط المشفى الوطني في درعا المحطة كما تمكنوا من تدمير سيارة تابعة لقوات النظام على طريق دمشق - درعا القديم وقتل من فيها من عناصر. (1)
تصديات بطولية:
وفي حمص واصل الثوار تصديهم لقوات النظام المدعومة بعناصر حزب الله التي تحاول اقتحام حي الخالدية وتم تكبيدهم خسائر كبيرة كما استهدفوا تجمعات شبيحة النظام في قرية القبو وتم تحقيق إصابات، وفي دير الزور تصدى الجيش الحر لقوات النظام التي حاولت اقتحام بعض أحياء المدينة وتم تكبيدهم خسائر، وفي الحسكة تمكن المجاهدون من تدمير مدخل الفوج 121 في المليبية وتدمير راجمتي صواريخ وتحرير حاجز لقوات النظام على اوتستراد دير الزور - الحسكة. (1)

المعارضة السورية:

الجربا يزور مصر:
وصل رئيس الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا إلى القاهرة قادما من السعودية وذلك في زيارة تستغرق عدة أيام. ويتوقع أن يجري الجربا خلال هذه الزيارة مباحثات مع المسؤولين المصريين والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
وعن هذه الزيارة يقول رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف هيثم المالح إن الجربا سيبحث مع المسؤولين في القاهرة تطورات الأزمة السورية، بالإضافة إلى الإجراءات التي اتخذت مؤخرا بحق دخول السوريين إلى مصر والخاصة باشتراط الحصول على تأشيرة وموافقة أمنية مسبقة.(4)
تأمين السلاح النوعي: أولوية:
وأعلن الجربا في تصريح صحفي أن الأولوية لديه هي "لتأمين السلاح النوعي" لمقاتلي الجيش السوري الحر، معتبرا أن الشعب السوري يواجه حرب إبادة وأن تسليح الجيش الحر هو الكفيل بوقف المجازر.
وأضاف أنه يأتي بالدرجة الثانية العمل على تأمين المواد الإغاثية والطبية للشعب.(4)
الهيئة السياسية للائتلاف تقر لجنة شؤون الخارجية:
باشرت الهيئة السياسية لـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» اجتماعها المغلق بعيدا عن وسائل الإعلام في مدينة إسطنبول التركية، في حضور أعضائها التسعة عشر، ومن بينهم رئيس الائتلاف الجديد أحمد عاصي الجربا ونوابه الثلاثة: سهير الأتاسي وسالم المسلط وفاروق طيفور، إضافة إلى الأمين العام للائتلاف بدر جاموس.
وتناقش الهيئة السياسية في اجتماعها، الذي سينتهي الأحد ويصدر عنه بيان صحافي، عددا من الملفات التنفيذية المتعلقة بعمل الائتلاف في المرحلة المقبلة، في مجالات العمل الإنساني والإغاثي والمحلي، إضافة إلى وضع آليات العمل داخل المناطق السورية المحررة وبحث مسألة تشكيل حكومة سورية مؤقتة.
وقالت مصادر مشاركة في الاجتماع: إنه تم التوافق على اختيار لجنة للشؤون الخارجية، تعنى بترتيب العلاقات السياسية للائتلاف مع الدول الصديقة للشعب السوري، من أبرز أعضائها رئيس «المجلس الوطني» السابق عبد الباسط سيدا والمعارضان لؤي صافي وأنس العبدة.(3)
إدارة مشتركة:
قال الناطق الرسمي باسم مجلس «شعب غرب كردستان» شيرزاد اليزيدي، وهو الجناح السياسي لـ«بي واي دي» فإن قيادة الحزب تعمل حاليا على طرح مبادرة لتوقيع عقد اجتماعي بين الأطراف والمكونات السورية بالمناطق ذات الكثافة السكانية الكردية، كالعرب والآشوريين.
ويهدف العقد، كمرحلة أولى وفقا لشيرزاد، «إلى تشكيل إدارة مشتركة من الجميع ستكون مهمتها الأساسية تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات برلمانية ثم سن دستور لبناء مقومات وأسس الدولة المؤسساتية التقدمية بمناطقنا»، مضيفا أن «هناك مقترحا بإجراء الانتخابات البرلمانية وتنظيم الاستفتاء على الدستور بيوم واحد».(3)

الوضع الإنساني:

قصف متواصل ومعاناة آلاف الأسر:
قالت الناشطة الميدانية سما مسعود: إن «مدن داريا ومعضمية الشام وأطراف مخيم خان الشيح تعرضت للقصف مع اشتباكات على الجبهة الغربية لمدينة داريا مستمرة من 10 أشهر دون توقف».
ووفقا لمسعود، يعاني العاملون في المجال الإغاثي في معضمية الشام صعوبة بالغة في تأمين المتطلبات الحياتية اليومية لنحو 50 ألف عائلة، وما يزيد على ألف جريح، إذ يتم منع قوات الأمم المتحدة من دخول المدينة ويتم تحويل وجهتها إلى الأحياء الموالية للنظام الأسد.(3)
بيع الملابس لأجل الطعام:
وكشف تقرير ميداني عن تدهور الوضع المعيشي في حلب ، ودفع الحاجة الناس إلى بيع ثياب عائلتهم مع إبقاء الضروري منها، لا تسمع بهم لجان الإغاثة كغيرهم من المحتاجين، وتمنعهم عزة النفس من طرق تلك الأبواب وسؤال العون، ويمثل بيع ثياب العائلة خيارا أفضل لتوفير ما يسد الرمق بدلا من أن مد اليد سائلا أو سارقا، حسب قول أحدهم.(4)
نزوح الآلاف من نوى:
وأفاد ناشطون سوريون بأن آلافا من أهالي مدينة نوى نزحوا عنها، جراء قصف عنيف بالطائرات وراجمات الصواريخ، والاشتباكات الجارية هناك بين الجيش الحر وقوات النظام.
وذكر الناشطون أن عددا كبيرا من أهالي نوى نزحوا في اتجاهين, الأول إلى بلدتي جاسم وإنخل، وتوجه الآخرون نحو بلدة تل شهاب وقرية حيط في منطقة اليرموك القريبة من الحدود الأردنية، حيث ما زالوا عالقين لأن السلطات الأردنية تمنعهم من الدخول إلى الأردن.(4)
مساعدات لـ 260 ألفا من النازحين:
قدمت منظمة الهجرة العالمية مساعدات غير غذائية لـ 260 ألفًا من النازحين السوريين داخليًا في 11 محافظة سورية منذ أغسطس 2012 وحتى الآن.
وأشارت منظمة الهجرة العالمية - في بيان وزعه مكتبها بالقاهرة - إلى أن هناك ما يقدر ب8ر6 مليون شخص لا يزالون في حاجة إلى مساعدات إنسانية في سوريا من بينهم 25ر4 مليون من النازحين داخليا.
وحذرت منظمة الهجرة العالمية من تراجع إمكانية الوصول إلى العائلات النازحة في سوريا نتيجة تصاعد أعمال العنف، وتدهور أوضاع هذه الأسر نتيجة نقص الغذاء والمياه والخدمات الطبية.
وأوضحت منظمة الهجرة العالمية أنها تقوم بالشراكة مع المنظمات الأهلية المحلية لضمان الوصول إلى التجمعات المتضررة وفي المناطق التي يصعب على منظمات الإغاثة الدولية الوصول إليها ، وقالت إنها تمكنت خلال الأسبوع الحالي وبمساعدة شركائها المحليين من مساعدة نحو 9 آلاف و300 من النازحين السوريين في حلب وحمص.(5)
مساعدات رمضانية سعودية:
استكملت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا مراحل توزيع المساعدات الرمضانية داخل مخيم الزعتري، البالغة 35 ألف سلة رمضانية، وُزعت على السوريين في المخيم، واستهدفت 35 ألف أسرة وذلك إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبإشراف مباشر من وزير الداخلية المشرف العام على الحملات السعودية الأمير محمد بن نايف.
وقال مدير مكتب الحملة في الأردن سعد السويد «بحمد الله استكملت واحدة من بوادر الخير السعودية التي تسطر أسمى معاني الأخوة ما بين الشعب السعودي والسوري حيث وُزعت 35 ألف سلة رمضانية استهدفت 35 ألف أسرة سورية في مخيم الزعتري».(5)

المواقف والتحركات الدولية:

مصر لا تنوي الجهاد في سوريا:
صرح وزير الخارجية المصري الجديد نبيل فهمي، إنه لا نية لبلاده للجهاد في سوريا، مشيرا إلى أن مصر تعمل بجدية على تقييم علاقاتها الخارجية، وأنها ستتعامل بوضوح وصراحة مع مواقف المسؤولين من بلاده، ومع الأزمات والمشاكل التي تمر بها، خاصة بعد حدوث ثورتين في مصر خلال عامين. (3)
وقال فهمي في مؤتمر صحافي: "نحن نؤيد الثورة السورية وحق الشعب السوري في نظام ديموقراطي، وكان حصل خفض للعلاقات بين البلدين.. كل شيء سيتم تقييمه ولا أعني أنه سيحصل تغيير أو عدم تغيير"، موضحا أن "ما أستطيع قوله من الآن هو أنه لا نية للجهاد في سوريا".
وأضاف أن "الحل السياسي هو الحل الأفضل، لأنه الوحيد الذي يحافظ على السيادة السورية والكيان السوري (..) سنسعى للحل السياسي وتمكين الأطراف السورية من التواصل معنا".(5)
تمديد رئاسة الأركان في أميركا بإجابة عن أسئلة حول سوريا:
أرسل ماكين ورئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، السيناتور الديمقراطي كال ليفين، رسالة إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة بها 11 سؤالا، حول الوضع في سوريا، وكذلك الحرب في أفغانستان، رابطين بين الإجابة عن هذه التساؤلات والتمديد له لولاية ثانية.(3)
الصراع قد يطول والأسد مستمر:
قال مسؤول كبير في المخابرات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الصراع قد يستمر في أي مكان من أشهر كثيرة إلى عدة سنوات وإن طول أمد المأزق قد يترك مناطق من سوريا معرضة لاحتمال أن يسيطر عليها المقاتلون المتطرفون.
وقال لن يعودوا لأوطانهم عندما تنتهي الحرب متصورا سيناريو ينسحب فيه الأسد إلى جيب وتصبح المناطق الأخرى من البلاد محل صراع. وأضاف: سيتقاتلون على هذه المناطق وسيظلون هناك لفترة طويلة.
وأضاف إنه ووكالة مخابرات الدفاع الأمريكية لم يعتقدا قط أن يسقط نظام الأسد بسرعة وهي تصريحات تتعارض على ما يبدو مع توقعات المسؤولين الأمريكيين قبل عام بأن أيام الأسد معدودة.
وقال إن موقف وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية كان هو أن (سقوط الأسد) لن يكون قبل بداية هذا العام. وهذا بوضوح لم يحدث.(5)
مرجعية شيعية ترفض قتال العراقيين في سوريا:
أبدت المرجعية الشيعية في النجف التي على رأسها آية الله علي السيستاني رفضها ذهاب المتطوعين الشيعة إلى سوريا للقتال في حرب تعتبرها سياسية وليست مذهبية. وقال رجل دين شيعي كبير يدير مكتب أحد المراجع الأربعة الكبار في النجف إن الذين يذهبون للقتال في سوريا «يعصون أوامر المرجعية».(3)
الخلاف فقهي لا سياسي:
وفي السياق: قال حيدر الغرابي، الأستاذ في الحوزة العلمية في النجف والمقرب من المرجعية الشيعية هناك لـ«الشرق الأوسط» أن «الخلاف بين حوزتي النجف وقم بشأن عملية الجهاد أو القتال في سوريا هو مسألة فقهية بحتة ولا علاقة له بالشأن السياسي» ويقول قادة الميليشيات الشيعية المسؤولون عن تجنيد المقاتلين في العراق إن عدد المتطوعين ارتفع إلى حد كبير منذ صدور فتاوى كبار آيات الله في قم، بينهم كاظم الحائري التي تعتبر القتال في سوريا «واجبا دينيا».(3)

آراء المفكرين والصحف:

السوريون في سياسة النظام!
تحت هذا العنوان كتب فايز سارة:
رغم كل ما قام به النظام ضد الشعب السوري من أعمال قتل وتنكيل وتدمير، فإنه ما زال عبر بعض مسؤوليه ومن خلال أجهزته الإعلامية والدعائية وعلى ألسنة بعض مؤيديه ومريديه، يتحدث عن تمثيله للسوريين. ويطرح هذا التناقض سؤالا منطقيا، يتعلق بماهية السوريين الذين يتكلم عنهم النظام، وهل تتطابق رؤية النظام للسوريين مع تعريفهم باعتبارهم مجمل المواطنين السوريين الذين يحوزون جنسية هذا البلد، وينتسبون إليه على نحو ما هو المصري والفرنسي والإسباني وغيرهم.
فكرة النظام عن السوريين مرتبطة أشد الارتباط به، إذ هو يعتبر السوريين هم مجمل الأشخاص الموافقين على سياسته، وقد أشار رأس في النظام في إحدى خطبه الأخيرة إلى السوريين باعتبارهم الذين انتخبوه والذين يوافقون على سياساته وقراراته وممارساته، وهو قول ينسجم كل الانسجام مع فكرة النظام عن سوريا والسوريين، التي ترسخت منذ استيلاء الأسد الأب على السلطة في عام 1970. ومن يومها، صار كل شيء في البلاد ينسب إليه من معاهد الأسد إلى جسر الأسد وبحيرة الأسد ومشفى الأسد، وصولا إلى وصف سوريا بأنها «سوريا الأسد»، وهو تعبير شاع وجرى استعماله عشرات السنين.
وإذا كانت البلاد في عموميتها وفي تفاصيلها نسبت إلى الأسد، فقد بدا من البديهي، أن ينسب السوريون إليه، وهي حالة تواصلت محاولات إشاعتها وخاصة في أوساط التلاميذ والطلبة والشبيبة، وامتدت إلى صفوف الجيش وأجهزة الأمن الذين يصفهم البعض بـ«جنود الأسد»، وقد أظهرت حالة الصراع في سوريا كثيرا من مؤشرات ربط قطاعات من السوريين بالنظام وبرأس النظام، ممن يوصفون بـ«المنحبكجية» ومؤيدين للنظام الذين أشار إليهم خطاب رأس النظام في تعريف السوريين باعتبارهم مؤيدين له، وهذا يقودنا إلى الزاوية التي يرى منها النظام معارضيه من السوريين، وهي نظرة ثابتة ومتواصلة منذ وصول الأسد الأب إلى السلطة، وقد نظر إلى معارضيه باعتبارهم غير وطنيين بمعنى غير سوريين، ثم ذهب إلى الأبعد في وصفهم بـ«الخونة» و«العملاء» وأعطاهم أحيانا صفة «عملاء إسرائيل»، مشيرا في بعض الأحيان إلى ضبط أسلحة إسرائيلية بحوزة بعضهم ووجود عملة إسرائيلية، وكأن الأخيرة تجد لها فرصة تصريف في السوق التي يسيطر عليها النظام.
لقد استثنى النظام معارضيه من الأفراد والجماعات من الانتماء إلى سوريا، ملصقا بهم أبشع صفات الخيانة والعمالة، ممهدا لتعريضهم إلى أقسى أنواع العقوبات، التي شملت الاعتقال والسجن والإبعاد والتنكيل وصولا إلى القتل والانتقام من الأقربين وتدمير الممتلكات أو مصادرتها، وقد مورست هذه السياسة في عهد الأب ضد أفراد وجماعات من المعارضة بمن فيهم تيارات من حزب النظام، قبل أن تتحول هذه السياسة وتتجذر وتصبح سياسة عامة لا تستثني إلا القلة من السوريين بعد انطلاقة ثورة السوريين في مارس (آذار) 2011.
ولإن اتخذت سياسة النظام حيال السوريين منذ بداية الثورة طابعا عنيفا ودمويا شمل المحتجين والمتظاهرين والمعارضين وحواضنهم الاجتماعية، فقد سارت تلك السياسة في مسارين؛ أولهما ركز على الأشخاص والناشطين، شملتهم عمليات النظام، وتضرر بسببها نحو مليون سوري، قتلوا أو أصيبوا بعاهات دائمة، أو هم مفقودون بحكم الميتين، أو معتقلون لا تعرف مصائرهم.
وأصاب المسار الثاني من سياسة النظام الحواضن الاجتماعية للثورة في القرى والمدن التي شهدت حركات واسعة مناهضة للنظام، ودُفع قسم من سكانها في عمليات تهجير، جاءت نتيجة احتياجات أمنية وعسكرية متكررة وعمليات قصف وحصار وتجويع وترويع لأغلبية السكان ودفعها للنزوح إلى مناطق سورية أخرى أو إلى بلدان الجوار، ويقدر عدد السوريين النازحين داخل البلاد بنحو خمسة ملايين شخص، وهناك تقديرات قريبة من هذا الرقم لعدد السوريين الذين غادروا البلاد للنجاة بحياتهم وهربا من سياسة القتل والتدمير، وخارج هذين الرقمين، فقد استمر نحو 20% من سكان هذه المناطق في مناطقهم لأسباب مختلفة رغم صعوبات العيش وتحديات الموت والدمار المتواصلين، وبصفة عامة فإن المتعرضين لقمع النظام وإرهابه، مصنفون خارج مفهومه عن السوريين.
وبموازاة المسارين السابقين، اختط النظام مسارا مختلفا في التعامل مع مؤيديه الذين يعتبرهم سوريين حقيقيين، حيث سلحهم ونظمهم ووفر لهم مصادر دخل، وأحاطهم بالحماية والرعاية والعناية، ونظم ظروف حياتهم بجوانبها المختلفة، وحول مناطقهم إلى بؤر أمنية محمية، تتوافر فيها أفضل الشروط وكل الاحتياجات المادية والمعيشية.
إن الاختصار المكثف لسياسة النظام في التعامل مع السوريين، يرسم صورة الوضع الداخلي على أساس تقوية مؤيدي النظام الذين يمثلون أقلية - نخبوية، لا تتجاوز الـ20% من إجمالي السكان، وجعلهم القوة القابضة للنظام، التي تسيطر وتستعبد سكان المناطق المدمرة والمهجرين في الداخل الذين تدهورت أحوالهم إلى حد الخراب، مما يجعل من السهل السيطرة عليهم حسبما يرى النظام.
وفي موازاة السيطرة على مستضعفي المناطق المدمرة، فإن النظام تخلص من القسم الآخر من سكان تلك المناطق، بأن دفعهم ليصيروا لاجئين في بلدان الجوار، يواجهون صعوبات الحياة اليومية ومرارتها، ولا يستطيعون العودة إلى مدنهم وقراهم، وبذا يكون النظام تخلص منهم ومن تبعات وجودهم في سوريا، وألقى بأعبائهم على الآخرين.
إن الشيطان لا يستطيع رسم وتنفيذ سياسة كهذه. لكن الدعم الذي تقدمه روسيا وإيران وحزب الله وآخرون للنظام، وضعف وعجز قوى المعارضة السورية، وعدم فعالية دول أصدقاء الشعب السوري، وصمت المجتمع الدولي، يقومون بدور شرس في مساعدة النظام على رسم وتنفيذ تلك السياسة.(3)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6)
أحمد خالد قهوجي - حمص - الزارة
إبراهيم مهدي اليعقوب - حماه - كفرزيتا
محمد زياد القعيري - الحسكة - 
خالد موسى الشمري - درعا - انخل
نور هدى العطار - حمص - الوعر
حارث إبراهيم الهلال - دير الزور - الموحسن
مصطفى خالد حمادة الشيخ - حلب - كفرناها
عمر أحمد حمادة الشيخ - حلب - كفرناها
ذكي حاج محمد أحمد جمعة - حلب - دارة عزة
أحمد حجازي - حلب - الأبزمو
وائل منصور - حلب - الأبزمو
خالد أحمد شقرة - حلب - السحارة
نعيمة عبد أمين الخولي - ريف دمشق - مسرابا
ماهر قاروط - ريف دمشق - حران العواميد
مريم النصار - ادلب - سراقب
غزوة الفياض - ادلب - سراقب
ايمان الفياض - ادلب - سراقب
فرح أحمد الإبراهيم - ادلب - سراقب
رهام الفياض - ادلب - سراقب
خلدون أحمد باريش - ادلب - سراقب
عبد الله أحمد الشعبان - حمص - الحولة
محمد هاشم القعيري - الحسكة - 
فايز عيسى ابو سويد - درعا - نوى
عيسى عيد الدعسان العنزي - درعا - عين ذكر
محمد هايل الجاسم - ريف دمشق - دروشا
جاسم هايل الجاسم - ريف دمشق - دروشا
أحمد عامر الخشن - دمشق - القابون
بشير رمضان - دمشق - القابون
عزو البوكمالي - دير الزور - 
عبد السلام صالح المغير - دير الزور - 
خليف برهوم - حمص - الحصوية
عبير رشدي عجينة - ريف دمشق - مديرا
عبد الكريم البيضا - دمشق - جوبر
أحمد دلال - دمشق - جوبر
عمر محمود البكارة - ريف دمشق - دوما
محمد مرشد البغدادي - ريف دمشق - دوما
علاء عدنان حنكوش - ادلب - جبل الزاوية: الرامي
محمود صلاح دعبول - دمشق - الصالحية
عبد العزيز محمد الفهد - حماه - صوران
محمد عرعور - حلب - الفردوس
مصطفى هيثم دويرد - ادلب - بنش
فاطمة بركات - حلب - الأتارب
فارس فوزي الطه - ادلب - كفرلاتة
خلدون أحمد درويش - ادلب - جبل الزاوية: الرامي
عبود عبد الرزاق الطالب - حلب - دير حافر
أحمد ياسين بكورة - حماه - دوير الأكراد
عامر نادر بكورة - حماه - دوير الأكراد
مصطفى طه - حلب - جبل سمعان: أورم الكبرى
سامر عدنان مغمومة - حماه - الحميدية
محمود عمر الميش - حلب - عنجارة
عبد الرزاق رزق - حلب - عنجارة
عمر بيازيد - حلب - عنجارة
محمود الصالح - حمص - البياضة
منذر الجنيد - حلب - السفيرة
أمجد علوش - حلب - السفيرة
علي نور عيبور - ريف دمشق - دوما
أحمد أحمد قبلان - ريف دمشق - الكسوة
محمد ضياء محمد زيدان - ريف دمشق - معلولة
آل خليف - حلب - السفيرة
المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- الهيئة العامة للثورة السورية – المكتب الإعلامي.
3- الشرق الأوسط.
4- الجزيرة نت.
5- المرصد السوري لحقوق الإنسان.
6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.