الجمعة 1 ربيع الآخر 1446 هـ الموافق 4 أكتوبر 2024 م
تقرير زيارة لجنة الأنصار النسائية الأردنية إلى العائلات السورية المهجّرة في مادبا
الخميس 19 جمادى الآخر 1433 هـ الموافق 10 مايو 2012 م
عدد الزيارات : 4267

هدف الزيارة:
التواصل مع النساء والأطفال السوريين المهجرين إلى الأردن، وزرع المودة والطمأنينة في قلوبهم، ومؤانستهم قدر الإمكان، واستغلال هذه الزيارات لزرع بعض القيم الاسلامية الشرعية وتذكيرهم بضرورة التعلق بالله عز وجل.

 

 

وقت الزيارة:
يوم السبت 5/5/2012م.

الاستعداد:

بدأت التجهيزات بشراء الملابس النسائية والبناتية، وفرزها حسب المقاسات، وبعض الحاجيات النسائية التي يتحرجن بطلبها من الرجال، وشراء بعض الألعاب والحلويات الخاصة بالأطفال، كم قدمت الجمعية مجموعة من تفاسير القرآن الكريم لتوزيعها على الأسر. وإضافة إلى ذلك، تم تجهيز بعض الأدوية الضرورية للأطفال والكبار مما يمكن استعماله دون الرجوع إلى الطبيب مثل: المسكنات ومضادات الالتهاب ومضاد الإسهال والإمساك والفيتامينات ومقشع البلغم وعلاج الزكام والرشح وبعض علب حليب الأطفال.

المشاهدات:
رأينا الأطفال المشردين من أوطانهم، لم نكن بحاجة للسؤال، أخبرتنا عيونهم عن حالهم، ولم تُجدِ كلمات الحب والثناء في طرد الخوف عنهم حتى نجحت الحلويات التي نحملها لهم في إسعادهم.
وبعضهم يشعرون بالوحشة والغربة والوحدة، لكنهم سرعان ما ألفونا وطلبوا منا البقاء، وبعضهم زرع في قلوبنا الغصة وفي عيوننا الدمعة. كل من لقينا سعد بالزيارة؛ لأنها جاءت كنسمة الربيع هبت في عالم من الغربة والوحشية، تشبث البعض بنا لا يريدنا أن نغادر بالرغم من قصر زيارتنا لهم.

آزرناهم بعبارات الفخر والاعتزاز بصبرهم، وأوصيناهم بالتعلق بالله ليعودوا الى بلادهم منتصرين - بإذن الله - وكان بجعبتنا كثير مما نقدمه لهم، إنه الدعاء المخلص والأخوة الصادقة، كنا نعطي لكل أسرة تفسيرا ونوصيها بقراءته دائما، وسعدنا عندما أكدوا لنا أنها أروع ما قدمناه لهم. استقرت الدموع في عيون إحداهن وهي تقول: "والله هذا ما احتاجه إنني أستعير المصحف من الجيران كل يوم أقرأ منه ثم أعيده".

المؤسف أن بعض الأسر لم تجد مأوى سوى في الجبال البعيدة المحيطة بمأدبا، وصلنا لإحدى هذه الأسر بعد مسيرة 10 دقائق في الحافلة سرنا خلالها سهولا واسعة لا سكن فيها ولا مواصلات، سعدت هذه العائلة بالدواء المقدم إليها، فلو أصابت الحمى أحدهم لمات قبل وصول الدواء إليه؛ فهم في عالم خاص بهم.