السبت 11 شوّال 1445 هـ الموافق 20 أبريل 2024 م
التجارب الدولية في المشاريع بالغة الصغر
الخميس 29 ذو الحجة 1435 هـ الموافق 23 أكتوبر 2014 م
عدد الزيارات : 14999

 

التجارب الدولية في المشاريع بالغة الصغر

(صناديق التنمية الريفية في جبل الحصّ– سوريا أنموذجاً)

د. جلال الدين خانجي (رئيس المجلس الأعلى للإدارة المحلية – سوريا)

 

 

تظهر التجارب العملية للصناعات الصغيرة في بعض الدول المتقدمة أهمية وجود مثل هذا النوع من المشاريع، وذلك انطلاقا من الدور الحيوي لهذه الصناعات في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لهذه الدول، مما دعا الكثير من الدول للقيام ببرامج متعددة لتنمية هذه المشاريع. 

تعتبر التجربة اليابانية في مجال إقامة وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة واحدة من أغنى التجارب العالمية وهي بمثابة نموذج يمكن ان يحتذى به من قبل كل الدول الراغبة في تنمية اقتصاداتها من جهة, والتغلب على مشاكل البطالة والفقر من جهة أخرى.

 يقدم البحث عرضا عاما لمشاريع التمويل الصغير في سوريةومشروعاتها: شبكةالآغاخان للتنمية؛ برنامج غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)؛ الصندوق السوري لتنمية الريف (فردوس)؛ الهيئة الوطنية للتشغيل وتنمية المشروعات، وسواها.

ويتناول وصفا تفصيليا لمشروع جبل الحص, ففي أيلول من عام 2000م بدأ البرنامجالإنمائيّ للأمم المتحدة UNDPبتأسيس مؤسسات تمويلٍ محليةٍ في منطقة جبل الحصّ، التي يبلغ عدد القرى فيها 157 قرية، جنوب شرق مدينة حلب. وهي واحدةٌ من أفقر المناطق الريفية في سورية.

هدف المشروع إلى تنمية المجتمع من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، وإيجاد فرصعمل، وتحسين الدخل من خلال الأنشطة الزراعية وغير الزراعية، ورفع مستوى معيشة السكان المحليين, باعتماد نموذجٍ مجتمعيٍّ مؤسساتيٍّ قديمٍ هو صندوق القرية، حين يتشارك الأهالي بتجميع أموالهم وفق نظام أسهم رأس المال، بهدف تمويل الأنشطة المدرّة للدخل التي ينفذها الأعضاء.

في البداية، عمل مشروع تنمية المجتمع الريفيّ في جبل الحصّعلى تأسيس هذه الصناديق على مستوى القرية، التي يساهم 100 شخص على الأقلّ من أهلها في تأسيس الصندوق الواحد، يجمعون ما لا يقلّ عن 100.000 ليرةٍ سوريةٍ. وبعد مرحلة اختبارٍ تتراوح بين 3 – 6 أشهر، وبناءً على مؤشرات أداء العمليات المرضية في الصندوق، يقوم البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بإضافة تمويلٍ جديدٍ له. ويزداد حجم القروض الممنوحة من الصندوق المركزيّ للصناديق الفرعية بناءً على مدى قدرة هذه الأخيرة على جذب أكبر عددٍ ممكنٍ من المساهمين، وزيادة قيمة الأسهم المتراكمة في الصندوق. تسدّد القروض الممنوحة للمساهمين في الصناديق بشكلٍ شهريٍّ أو فصليّ. وهناك قروضٌ موسميةٌ تسدّد دفعةً واحدة. وفي جميع الأحوال لا تتجاوز مدة القروض الممنوحة 12 شهراً.

تمّت إدارة صندوق القرية بواسطة لجنةٍ محليةٍ منتخبةٍ من قبل الأعضاء (المساهمين). وقد انتهجت الصناديق في آلية إقراضها أسلوب التمويل الإسلاميّبالمرابحة للأمر بالشراء.

       يعرض البحث، بعد وصف التجربة في جبل الحص وتحليلها, سيناريوهات محتملة لتعاون قوى الثورة والمعارضة السورية وإداراتها المحلية مع المؤسسات الدولية لتنفيذ برامج لتمويل المشاريع بالغة الصغر في الظروف الراهنة الانتقالية, وفي المستقبل، بهدفتأمين الاحتياجات الأساسية للسكان ثم إنعاش البلاد والإسهام في إعادة بناء وإقلاع الاقتصاد الوطني في سوريا الحرة.